أنقذوا وزارة التربية والتعليم العالي من الهيمنة الحزبية

أنقذوا وزارة التربية والتعليم العالي من الهيمنة الحزبية

خبراء في القانون والتربية على استمرار الهيمنة الحزبية التي طالت وزارة التربية  والتعليم العالي وهو تأكيد لقضية معروفة وواضحة بفعل تشكيل الحكومات على اساس المحاصصة , ولا تقدم حلولا للخروج من هذه الشرنقة .

فقد بات عرفا ان لم نقل قانونا ان يتم اسناد الوزارات على اساس المكونات المذهبية والعرقية مع لحاظ اقتصار اسناد الوزارات الى ذات الجهات الحزبية  واحتكارها في اكثر من حكومة , ومنها وزارة التربية  والتعليم العالي وغيرهما . 

ومن هنا يتسم العمل فيهما بالركود او التغيير الشكلي لا يهز التكلس الذي يلفهما , وبقاء الحال على ما هو عليه من تأخر وتخلف وبطء في التطور ومواكبة التقدم الذي يحدث في التعليم بمختلف مراحله ومستوياته ليس على الصعيد العالمي , وانما حتى على ما وصلت اليه دول الجوار واللحاق بها..

  ومن مخاطر هذا التقسيم والتغانم ان الخلف المعين بدلا من السلف يحاول بشتى الوسائل طمطمة المشاكل والفساد , بل حتى الاخطاء البسيطة تطمس ولا يسلط الضوء عليها من اجل عدم تكرراها , لان في فضحها ومعالجتها قانونيا يضر بالجهة التي اسندت الوزارة اليه والتي ينتمي اليها ” الخلف والسلف “. ومن ذلك وغيره تبقى السياسة التربوية راكدة وطاردة للإصلاح  وتتطور من الناحية الشكلية ليس الا  , وبالتالي يبقى التخلف سائدا ومحاولات الخروج منه تتعمق مشكلاته وتدهوره المريع , الذي يمكن الاستدلال عليه من مكارم الدرجات الاضافية التي وصلت (  10 درجات ) أي الى ربع درجة النجاح , والدور الثالث في الامتحانات او السماح للراسبين بأداء الدور الثاني , واعادة المرقنة قيودهم وعدم احتساب سنوات الرسوب وما الى ذلك , وللأسف الوزراء يتنافسون ويتبارون فيما بينهم من يقدم الاكثر من هذا  , وهو ما يلحق الضرر بالعملية والتربوية والمستوى العلمي.

هذه ” المكارم ” على اختلافها  الدافع من ورائها بالدرجة الاساس اعلاء شان الجهة الحزبية التي ينتمي لها الوزير وليس الارتقاء بالمستوى الدراسي والمعرفي وتخطي التخلف الذي يلف التعليم بشكل عام .

ولم تنجو المؤسسات المعنية بشؤن التعليم من تسليع الخدمات المجانية وتحميل الاهالي اعباء اقتصادية اضافية , حيث الان كل ما يقدم للطلبة من خدمات مجانية اصبحت مقابل مبالغ مالية , رغم ما تزعم الحكومة من انها تيسر التعليم وتخفف  من ثقل اعبائه ..

طبعا أي محاولة للإصلاح او تقديم خدمة افضل ستصطدم ليس بالمسؤول الاول في الوزارة , وانما الجهة الحزبية التي وظفته وتعتبره استهداف لها  وهي تتولى حمايته مادام يؤمن مصالحها , وتحرم الدعوة الى اخضاعه للمحاسبة والتقييم .

أحدث المقالات

أحدث المقالات