يعتبر التعليم الجامعي من اهم المراحل التعليمية اذ انه يمثل قمة الهرم التعليمي ويهدف الى اعداد الافراد بصورة منظمة وموجهة للحياة، لذا فانه يحتل مراتب الصدارة في معظم الدول المتقدمة والنامية لدوره المهم والخطير الذي يؤديه في التنمية البشرية والاجتماعية والاقتصادية وما يوفره من قوة عاملة مؤهلة وقياديه للمجتمع .
هذه المؤسسة شهدت تخلفا واضحا وتراجعا كبيرا ابان النظام البائد بسبب الاهمال والتهميش المتعمد الذي مورس ضدها بسبب سياسات حزب البعث المقبور وعادت كرة الاهمال والتسلط ضد هذه المؤسسة بعد سقوط ذلك النظام بتعاقب شخصيات لم يكن همها سوى تنفيذ مآرب احزابها وارادات قياداتها وزرع افكاراها ومن بين تلك الاحزاب التي اصبحت نقمة على هذه الوزارة هو حزب الدعوة بقيادة (علي الاديب).
ولكوني من كربلاء اود ان اسرد حادثة واحدة بل تعد من اكبر الكوارث في مجال التعليم العالي اذ ان هذه المحافظة التي اصبحت ضحية تسلط حزب الدعوة بجميع تشققاته وانشقاقاته شهدت قبل اكثر من عام رفع دعوة فساد ضد مدير الوقف الشيعي في كربلاء (محمد كاظم عبد الزهرة صاحب الهر) بتهمة الفساد المالي والاداري بمشاريع بيوت الله (المساجد) ولكن صلة هذا الشخص بحزب الدعوة كونه يمثل احد قياداته الكبيرة في كربلاء وارتباطه العائلي ببعض المسؤولين حال دون مثوله امام القضاء وقلب موازين الدعوة ليتم بعد ذلك منح هذا الشخص شهادة شكر وتقدير من رئاسة الوزراء واغلاق ملف قضيته واختياره مفتشا عاما لجامعات الفرات الاوسط، علما ان القضية لازالت في نزاهة كربلاء .
الكارثة الكبرى في هذا الامر ان هذا الشخص الذي خصص له مكتب في احدى بنايات جامعة كربلاء تمرد الان وقام عنونة باستغلال بناية كبيرة تابعة لقسم الاحصاء وطرد من كان فيها من اساتذة وطلبة واعتبرها بناية المفتشية العامة رغم علم رئاسة الجامعة ان المفتشية يمكن جمعها بمكتب صغير لكن ضعف رئيس الجامعة وخوفه من عقوبة (علي الاديب) اضطر للرضوخ وقبول طلباته، واستمر الهر بتطاوله الغير مبرر حتى كشفت مصادر من جامعة بابل قيامه باصدار عقوبة الغياب ضد عدد من اساتذة الجامعة واصدر حاليا اوامر صارمة ضد اساتذة جامعة كربلاء بعدم تمتعهم باجازة نهاية الاسبوع (off) وكذلك فرض عليهم ساعات دوام من الصباح الباكر وحتى ساعات متاخرة من المساء علما ان الاستاذ لايلتزم سوى بساعات محاضراته، وقد اتفق عدد من أساتذة الجامعة الخروج بمظاهرة عارمة في باحة الجامعة تطالب بتغير مثل هذا الشخص الذي لايملك سوى شهادة البكالوريوس ويتسلط على رقاب اشخاص يحملون مراتب علمية كبيرة وهذا امر يعد من الغرائب والعجائب في الوسط العلمي .
لذا نضع هذا الامر تحت أنظار وزير التعليم العالي لوضع حد للبطش والتنكيل والاهانة التي يتعرضون لها، والا ستكون الايام القادمة اشبه بحلبة صراع يكون ضحيتها مستوى التعليم في العراق .