لأي ملتفت اليوم وبالذات في هذا محرم الحرام سيجد أن هناك تزايد وتحدي في ممارسة الشعائر المنحرفة عن أخلاق وأهداف الثورة الحسينية التي هي خلوة عارف بربه يخشى الرياء والعجب وضياع عبادته !
لأنها ثورة تصرف فيها أكثر من معصوم ومسدد ومؤيد وعالي التوفيق ، فكل شيء كان بها خاضع للميزان العصموي والتصرف الموافق للمنهج القرآني وهو بالتالي كلام الله جل جلاله وفعله الذي طبقه المعصوم !
وكربلاء أرادة السماء وتجلي معصوم كل حركة وسكنه فيها أبتدأ من الشعارات الدقيقة جدا جدا !وإلى التصرفات التي رافقت خروج الأمام المفاجئ من المدينة وإلى كل ما دار بكربلاء واللقاءات التي تحققت مع القوم صدفة وتخطيطا !
من يريد الغوص في بحر معارفها والقيم العميقة عليه أن يكون عالما لا جاهلا يعي معانيها والأهداف لا ليأتي بجهلة يقلبوا موازين الثورة العظيمة !
وبدل زينب الصبر والحكمة والأيمان بالقضية ، يصورها الخائفة والباكية والتي شقت جيبها تارة وتارة حثت التراب على رأسها وهكذا من معاني الضعف والهوان والتصديق من قبل عامة الناس !حتى أبدعت مخيلة الجهلة بصور تافهة نالت من البعد الفكري والعسكري والتخطيطي للثورة ، لثورة هزيلة لم تعد تقنع من كان منهجه العلم والمعرفة !
ومن قائد أعدته السماء بتوفيق كان مستعدا له ، ومن رسول كان في كل فرصة يثير للناس ماذا يعني هذا الصبي في عالم الوجود ، وأي شيء ستحققه دماءه الزكية !على صورة رجل كان كل شيء يستصرخه من أجل مساعدته وهو الذي جمع القوم ليلا وقال لهم من كان منكم عليه دين فهو في حل من بيعتي ، أي أنا لا أقبل جندي معي عليه حق من حقوق الناس وما كان يبالي بأنفراطهم عنه ولا مكترث قيد شعرة !
كيف يستقيم هذا المنطق ؟! منطق الغني عن كل مقاتل ألا من دخل ضمن شروطه على منطق يصوره الخطيب كان يستجدي أي شخص لينقذه ! كلام هابط لا يرقى إلى فهمنا لهذه الثورة المعصومة !
من هنا علينا كبح جماح الجهلة والمتخلفين عشاق الخرافة والكذب على محمد وآل محمد عليهم السلام أن كنا فعلا ننتمي لها ..