هناك رجال عقلاء، لا يتكلمون بل يعملون بصمت، ففي اقل من أسبوع تم أصلاح المضخات، والمرشحات، ومن ثم ضخ المياه الصالحة للشرب، أرض البصرة، لطالما كانت سيف بيد المرجعية، فلا تفرحوا، أيها الشامتون، فالأمر بيننا لا يصل إلى كسر العظم، فأن الذي يجمعنا على حبه، ليس لديكم أيها الدواعش، أرادوا حرق البصرة، لكن انقلب السحر على الساحر، وتم التعرف عليهم، وعلى أوكارهم، ومن يحتضنهم.
ثمة أمر تجلى واضحا في المشهد السياسي، طيلة الفترة السابقة، كلما حاولوا إشعال الفتنة، سرعان ما تحبط محاولتهم، بفضل العقلاء، أهل الحكمة، تفشل محاولاتهم، بل إن الأمر يصل إلى خلق فرصة جديدة، لأخذ قرص منشط يتضح فيما بعد أن الشيعة، تخرج منها أكثر قوة وعافية رغم سقوط الضحايا.
رب ضارة نافعة؛ فرصة المراجعة وحل المشاكل العالقة، أحيانا تأتي من دون إن تخطط لها، ما جرى في البصرة صعقة نبهت جميع القوى السياسية، للفترة القادمة، وما حصل بالفترة السابقة، من أهمال حكومي، وخصوصا نفاق الحكومة، الذي فضحه المحافظ، الذي ينتمي لقائمة النصر، وهذا السؤال يسأل لرئيس الوزراء السابق والحالي والمحافظين؟.
عندما يختلفوا؛ تظهر عوراتهم وسرقاتهم، وإلا ما الذي منع العبادي من أطلاق الأموال المخصصة، للبصرة طيلة السنوات السابقة، هذا الأمر الذي جعل من سائرون، يطالبون باستقالة حكومة العبادي، بسبب تقصيرها، وهذه النقطة محطة لقاء، للطرفين، مما يسَهل التقارب بين الفتح وكتلة الإصلاح والأعمار برئاسة سائرون.
بعد تسيد حزب الدعوة لأكثر من اثني عشر سنة، وهم يتربعون على رأس السلطة التنفيذية، لابد لهم أن يأخذوا قسطا من الراحة، ليكونوا في خانة المعارضة، (النصر ودولة القانون معا)، عليهم أن يتجهوا لتنظيم، عملهم الحزبي للمرحلة القادمة، ويتركوا السلطة؛ لكتلة الإصلاح والأعمار، ليشكلوا حكومة تصل بالبلد إلى بر الأمان.
في الختام؛ التحالف الثلاثي الذي يمثل الفتح وسائرون والحكمة، ليلتحقوابهم جزء من السنة والكورد، بهذه الكتلة الأكبر، ووفق برنامج واضح، وتوقيتات زمنية، متفق عليها، لتقديم الخدمات للشعب العراقي هو الحل الافضل للمرحلة القادمة.