17 نوفمبر، 2024 3:36 م
Search
Close this search box.

أنفاس لدفتر عتيد

 في زحمة انشغالي في البحث بين الأوراق القديمةعن كتاب رسمي احتجته لمعاملة في دائرة حكومية، طالعنيبغلافه الأزرق الجميل وكأني به يحاول تبديد بعض ما ألمَّبي من ألم وانزعاج، فأكثر ما يثير الاشمئزاز وربمايشاطرني البعض الرأي هذا  هو حين تجبرك الظروف مرغمالمراجعة دائرة حكومية، فتجد نفسك في موقف استجداءتتزاحم ومراجعين ابتليوا هم أيضا بهذا الزحام ليفصلشباك بينكم وبين موظف يقبع خلفه، لا شأن له وضحالةالموقف الذي يزداد قسوة كلما ازدادت قساوة الطقسوضراوته، فتشعر وكأنّك تتسول حقّك المغتصب عنوة.

ها انا أقتحم أسواره الزرقاء واتجوّل في ثنايا صفحاته التيلا تزال تقاوم تقادم السنين،وكأنها انحازت أخلاقيا لتغدووثيقة إدانة وشاهد على مقصلة تختار بخبث  ضحاياهالترجع بذاكرتي إلى ثمانينيات الحرب  وفجائعية تلك الأياموجبروتها حين كنا نودّع أحبتنا إلى حرب لعوب وإحساسبالخوف من عدم عودتهم يخنق أنفاسنا، وما إذا كان هذا هوالوداع الأخير، فهذا ما لا طاقة للنفس على تحمّله وقتذاك،لكنّه المزاج الدموي فرض سطوته متعاليا على عويل وطنأدرك مٱل أمره، يا إلهي أية حياة توهمنا أننا عشناها؟!

دفتري العتيق والعتيد وضعني هذه المرة في رحاب قولمتنبي الكوفة:  

ما كل ما يتمناه المرء يدركه

                 تجري الرياح بما لا تشتهي السفن

ليتردد صداه في حنايا روح كسيرة تتصفّح دفترها العتيد،إذ بين كل كتابات الذكرى التي اختطتها أنامل صديقاتالمرحلة الإعدادية وقفت عندها جملة صديقتيزينب كريم،وقد تمنّت لي أن أكون صحفية كبيرة، بعد أن تلمست شغفيبالقراءة والكتابة وكانت ممن شجعنني على الاستمراربطريق الكتابة،   لكنّها ثمانينيات الخوف والبطش واغتيالالأحلام، حين صودرت الثقافة والإعلام واختزلها بطششخص مهووس لدرجة الفصام، فصارت تتغنى وتمجّدأفعاله وإن هرست الشعب حرب أجاد صناعتها ليعوم فيلجّة قانية.

       أعود لأمنية صديقتي،فهل تراني خذلتها، أم أن حاجزافولاذيا هو من حال بيني وبين ما تمنّته لي وما كنت أرجوه؟!.

أمنيات أن تكون زينب وجميع صديقات تلك المرحلة بألفخير، ولا سيما بعد هذه الرحلة المضنية في أتون أوضاععابثة قادت إليها ماكنة حرب انتجتها عقول عفنة.

أحدث المقالات