22 ديسمبر، 2024 11:26 م

أنطق ياحجر … وإصرخ ياضمير !

أنطق ياحجر … وإصرخ ياضمير !

قال تعالى “وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَى فِي خَرَابِهَا أُولَئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ ” .

وهكذا وبأمر من رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي،تم وضع الحجر الأساس لمعبد “راما “على انقاض” مسجد بابري”التأريخي الذي هدمه الهندوس عام 1992 ،وبما أن”الاله راما “هذا غير موجود أساسا ومجرد أسطورة و”كلاوات هندوسية” شأنهم في ذلك شأن كل الأمم المشركة بالله تعالى عبر التأريخ والتي تخترع الآلهة والأصنام والأوثان إختراعا لكسب المال الوفير والنفوذ والجاه والسلطة التي لاحدود لها عبر الضحك على عقول السذج من البشر وما أكثرهم،وبما أن بابري هو مسجد لعبادة الله الحق وهو أكبر المساجد في ولاية اوتار براديش الهندية بني عام 1528م بأمر من الامبراطور المسلم ظهير الدين بابر، فأنا بإنتظار الاتي :
* رد كل من إعترضوا على إعادة آيا صوفيا الى جامع كما كان طيلة قرون على الخطوة الهندوسية المثيرة للجدل والدجل تلك!
* رد الملحدين ،اللاأدريين ،اللامنتمين ،اللادينيين ،المتنورين ،ممن يسخرون من المتدينين في كل شاردة وواردة ،صباح مساء ، ترى ماهو رأيهم – براما وصنمه -هذا وهوغير موجود أصلا، والذي سينصب في هذا المكان ليزوره ملايين الحمقى والمغفلين والمغيبين سنويا من أرجاء الهند ويتمسحون بقدميه الحجريتين إن لم تكن الذهبيتين بوجود أكثر من نصف مليار فقير وجائع ومعدم في الهند راجين عطفه ورضاه وغناه وشفاه بالمشمش لأنه مجرد حجر ، وأنا لحجر أن يجيب دعوة داع ومضطر اذا دعاه ؟
* ماهو رد منظمة اليونسكو التي تباكت على آيا صوفيا كونها معلما اثاريا ،وما هو موقفها من “مسجد “بابري الاثاري وقد مسح من الوجود والخارطة الاثارية وقائمة التراث الانساني كما يحلو لهم تسميتها ..الان ؟
* ماهو رد البابا على اختراع معبد جديد لصنم سيزار ويعبد من دون الله بالملايين سنويا وستخصص له المهرجانات والكرنفالات وتلقي عند اقدامه النذور وتشعل بين يديه الشموع والبخور في هذا المكان وهو الذي أبدى أسفه على آيا صوفيا علما ، أن ايا وصوفيا ومن بداخلها يسجدون ويركعون ويسبحون ويهللون ويكبرون ويحمدون الله خالق الكون العظيم ..اما عباد راما هؤلاء فسيسجدون كالانعام بل أضل سبيلا لصنم أصم من دون الله جل في علاه !
* ماهو رد منظمة – الفرقة – الاسلامية على تحويل مسجد اثري كبير ومعلم تأريخي عظيم كهذا الى معبد للاصنام ؟
* ماهو رد كل وزارات الأوقاف في العالمين العربي والاسلامي على ذلك ؟
* ماهو رد كل المنظمات الاسلامية والمجامع الفقهية ودور الافتاء والروابط الشرعية والاتحادات والمجمعات والمرجعيات والربط الصوفية والشيعية والسنية والسلفية والاخوانية والاباضية والزيدية والمدخلية والجامية ووو…ووو..لأنهم اكبر من العد والحصر وكل حزب بما لديهم فرحون على تحويل جامع اثري الى معبد لصنم اسمه راما !
* ماهو رد أصحاب الجلالة والمعالي والسمو على كل ذلك الهراء الصنمي على انقاض مسجد تأريخي لاسيما وأن بعضهم قد منح رئيس وزراء الهند الهندوسي المتطرف هذا ارفع وسام في بلاده وعلقه عربون محبة على صدره ؟!
وأقطع جازما بأن أحدا من هؤلاء كلهم لن ينبس ببنت شفة ما خلا النزر اليسير منهم، بل وسيقول بعضهم انها “حرية دينية !” و” دعوا الشعوب تحل مشاكلها بنفسها !” وقد يتمادى بعضهم اكثر ويقول “البادي اظلم ..لقد حولتم ايا صوفيا الى جامع فمنحتم غيركم فرصة وذريعة تحويل مساجدكم الى معابد !!” ولهذا الصنف الأخير أقول ” هذا المسجد هدم قبل 28 عاما ورفض الهندوس تسليمه ثانية للمسلمين فضلا عن السماح لهم بإعادة إعماره بدعوى أن تمثال راما قد ظهر فيه وأن أرضه هي مكان ولادة راما أفندي ، مع أن راما هذا غير موجود من الاساس وهذا هو ديدن من يكذب الكذبة ثم يصدقها ويبني عليها مليارات الاكاذيب !!” وإن تحدث أحدهم ، فسيتحدث على إستحياء وخجل ببوست يتيم ينشرعلى صفحة غير مرئية أو يصدر بيانا خجولا بورقة A4 مختومة بختم لكبير كل منهم على حدة ليقال “مو عممنا بيان ،بعد شتريدون من عدنه ؟! “.
بقي أن تعلم بأن ” راما “هذا هو الاله الهندوسي المتجسد بصورة انسان ،وزوجته هي سيتا وصديقه هو الاله – القرد – بزعمهم واسمه “هانومان “وهؤلاء الثلاثة هم ابطال ملحمتي الهند الرامايانا والمهابهاراتا وكلها عبارة عن صراع الهة أسطوري متوهم مع بعضها للظفر بالسيطرة على العالم والبشرية !
الغريب في الامر أن كل هذه الأحداث جاءت بعد أيام قليلة على إحراق “مسجد البر والاحسان “في الضفة الغربية على أيدي قطعان المستوطنين الصهاينة وكتابة شعارات إستفزازية على جدرانه علاوة على اقتحام الاقصى المبارك من قبل 1100 صهيوني بيوم عرفة من دون ان ينطق أحد بكلمة واحدة، وجاءت بالتزامن مع تعليق الصلوات والجمعات والجماعات وصلاة العيدين في جميع المساجد بعد إغلاقها كافة من جراء وباء كورونا المستجد ، بل وتعليق الحج والعمرة ايضا سوى لعدد محدود جدا من داخل المملكة السعودية فحسب لنفس الأسباب .
وجاءت مع تجدد الحزن لدى الجاليات المسلمة في اليونان (عددها 500 الف نسمة ) بعد تلويح الحكومة اليونانية على تجديد نكثها بتعهداتها السابقة بشأن إقامة مسجد للمسلمين منذ عام 2004 يوم قطعت الحكومة اليونانية على نفسها عهدا اثناء الدورة الاولمبية المقامة هناك وقتئذ ببناء مسجد للمسلمين ولكن بشروط معقدة منها عدم رفع مئذنة ومنع بناء قبة وعدم رفع الاذان من خلال مكبرات الصوت لأن المكبرات ممنوعة فيه ، وان يكون تحت اشراف الحكومة اليونانية المباشر وبعد موافقة البطريركية الارثوذكسية هناك ، كل ذلك في منطقة بيانيا وما يزال المشروع مجرد حبر على ورق حتى الساعة !
وكانت الحكومة اليونانية قد وعدت ايضا بإعادة بناء “مسجد فتحية ” التاريخي على سفح أكروبوليس الشهير في أثينا والذي استُخدِم كمتحف منذ عام 2015 بعد ان حول الى مستودع وفرن للخبز حتى عام 2010 قبل بدء عمليات الترميم لتحويله الى …متحف وصالة عرض ، مشترطة اعادة تركيا لآيا صوفيا كنيسة مقابل اعادة “جامع فتحية “الى المسلمين ،متناسية عشرات الكنائس في اسطنبول مقابل عدم وجود مسجد واحد في اثينا للمسلمين وكلهم يصلون في اماكن عملهم او في قاعات وأقبية تستأجر لهذا الغرض !!
ومن الجدير ذكره أن أثينا هي العاصمة الاوربية الوحيدة التي لاتضم بين ثناياها مسجدا ، وان اليونان كانت قد حولت 74 جامعا ومصلّييْن في اليونان إلى كنائس،بحسب دراسة للمهندس المعماري محمد أمين يلماز والتي استمرت 10 سنين، والمسجد الوحيد في اليونان يقع حاليا بمدينة تراقيا الحدودية مع تركيا ذات الاغلبية المسلمة ، وكان مسجد “الأندلس” قرب العاصمة أثينا قد اغلق في تموز الماضي بحجة عدم وجود تراخيص !
واقول للحكومة اليونانية والهندية ولكل من اعترض على ايا صوفيا فيما صمت صمت القبور على كل ما يجري للمساجد والمقدسات الاسلامية حول العالم :
لا تنهَ عن خلُقٍ وتأتيَ مثلَه….عارٌ عليك إذا فعلت عظيم
اودعناكم اغاتي