لايمكن فهم أنسحاب كتلة كردية وكتلة متحدون من التصويت ضد مشروع قرار الكونغرس ألآمريكي على أنه عمل برلماني تسمح به ديمقراطية السياسة وحرية الرأي .
فأي دعوة لتقسيم وحدة العراق خصوصا عندما تكون من جهة أجنبية لا يمكن التعامل وأياها كما تعاملت بعض الكتل داخل البرلمان العراقي الذي أتخذ قرارا بأغلبية برفض مشروع قرار الكونغرس ألآمريكي القاضي بتسليح بعض مكونات المجتمع العراقي دون العودة الى الحكومة المركزية ألآتحادية , وهو نهج تتبعه السياسة ألآمريكية لتفتيت المنطقة وتأجيج الصراعات فيها لتبقى هي راعية لسياسة الهيمنة في العراق والمنطقة والعالم ؟
والخيانة الوطنية : مفهوم يقوم على بوصلة أن أي عمل , أو تصريح , أو نوايا معلنة لا تصب في مصلحة الوطن هو خيانة للوطن مهما قدمت من تبريرات , وأن مصلحة الوطن فوق مصالح ألآفراد والجماعات وألآحزاب والكيانات والطوائف , والتقسيم مضر بمصلحة الوطن , وهو عمل عدواني موصوف ومرفوض , ولآمريكا سوابق معلنة رسميا في تبني تقسيم العراق , أدلى بها مسؤولون كبار في مقدمتهم جو با يدن نا ئب الرئيس ألآمريكي , وقيامها بحل الجيش العراقي وتدمير ثقافة وتاريخ العراق عبر سرقة أثار العراق ونقل ألآرشيف اليهودي الى أسرائيل هو عمل متعمد لتدمير هوية العراق يقابله ما قامت به عصابات داعش من نهب وتخريب أثار الموصل وحواضرها التاريخية , وقد ظهر في حرب العدوان على اليمن ما يرسم صورة التلاقي الصهيو أمريكي وأنظمة التبعية العربية على نفس النهج حيث قام الطيران الحربي السعودي بتوجيه أمريكي الى قصف جامع ألآمام علي الهادي التاريخي في صعدة وقصف ضريح السيد حسين بدر الدين الحوثي مؤسس حركة أنصار الله في اليمن ؟
أن كتلة نيابية عراقية صغيرة أم كبيرة وحزب عراقي كبير أو صغير ينتمي لهذه الطائفة أو لتلك القومية لايمكن أن يثبت وطنيته وأصالته ألآ من خلال ألآلتزام بوحدة العراق الوجودية , لآن هذا ألآلتزام بوحدة العراق هو أمر دستوري وجميع الكتل وألآحزاب والقوميات لازالت في الظاهر تعلن ألتزامها بالدستور العراقي فهو القانون ألآسمى وألآعلى كما جاء في المادة ” 13″ من الدستور العراقي , ثم أن ألآلتزام بوحد العراق هو عمل أخلاقي ومبدأي وشرعي وحضاري , وعليه فعدم ألالتزام بوحدة العراق هو عمل غير أخلاقي وغير دستوري وغير شرعي وليس عملا حضاريا لآنه يدعو للفوضى والتناحر وأثارة الصراعات وتبديد الثروات , ولا علاقة للطوائف والمذاهب والقوميات بما يقوم به ألآفراد وما تدعو اليه بعض ألآحزاب لاسيما التي سمحت لنفسها بأقامة علاقات مع أسرائيل ولو غير معلنة , أو تلك التي هي ليست ببعيدة عن أسرائيل لآنها تمول من أطراف تقيم علاقات مع أسرائيل وأسرائيل هي من تعلن ذلك.
