23 ديسمبر، 2024 4:30 م

أنت ميت !!! ونحن عنك راحلون

أنت ميت !!! ونحن عنك راحلون

( إن الإنسان ليطغى ) قالها عز من قائل ليشمل بها كل الناس … كل الناس إلا من  كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ أو انه من  الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ … أو من َعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا … والطغيان ذلك المرض الذي لايفرق بين بني ادم عندما يصيبهم .. حيث لافرق بين غني وفقير ولا شريف ووضيع وكلنا يتذكر المرأة التي كانت تجمع البعر والتي قيل لها أفسحي الطريق لرسول الله فأبت وقالت : وان فقال عليه السلام : اتركوها إنها جبارة .

هذا الإنسان المسكين واعني المصاب بمرض العظمة والذي يسحب أثيابه المتنجسة بأدران الدنيا خيلاء إنما هو غافل عما يجري حوله ولا يدري انه وبرغم انفه يسير بطريق العمر الذي يتناقص باستمرار ، وحفظ الله الشيخ الذي قال إن الإنسان ينتظر أمرين لا ثالث لهما الأول ظهور الإمام المهدي عليه السلام والثاني الموت وعالم البرزخ وكلاهما يجب على الإنسان التهيؤ لهما فهل فعلنا ذلك ؟؟.

هذا الإنسان المغرور الذي يجلس على كرسيه بطرا والذي قد يكون علبة من صفيح صدأ في سوق قديم وهو ينظر إلى الناس بطرف انفه لاينتبه رغم كل التحذيرات الإلهية له حتى يقع الذي لابد منه وهو الموت عندها يتسال الإنسان وعلى الأخص روحه عما يجري .. هذا طاغية الأمس الذي يغتصب حتى حقوق حتى اقرب الناس إليه أصبح اليوم جسد ممد لا حول له ولاقوه يحمله الناس ويضعونه جبرا على دكة المغتسل فيقلبه الغاسل كما يريد فأين الحاجب والحرس .. ثم يلبسه كفنه فأين الحلي والحلل .. ثم ينزلونه في حفرة فيستغرب أكثر ويدخل في دوامة من التفكير حينما يسمع من يلقنه ( وإذا أتاك الملكان فلا تخف وقل ….. ) ويتسال عجيب ما الذي يحدث لي … عندها يفهم كل شيء وقد اهيل عليه التراب ويأتيه الصوت ( يافلان اسمع افهم انك ميت ونحن عنك راحلون ) عندها يبدأ الندم ولكن لاينفع الندم فقد انتهى كل شيء وجاء وقت الحساب.