18 ديسمبر، 2024 7:40 م

أنتهت الأنتخابات ولم تنتهي!؟

أنتهت الأنتخابات ولم تنتهي!؟

وضعت الحرب أوزارها بين قادة الأحزاب السياسية ومرشحيهم للفوز بمقاعد البرلمان الساعة السادسة من مساء يوم 12/5 ، حيث أنتهاء عملية الأقتراع، بعد أن خلفوا وتركوا ورائهم أطنان من الصور والحديد واليافطات المبعثرة هنا وهناك، والتي شوهت البقية الباقية البسيطة من جمال بغداد التي أصابها الكثير من الأهمال، حتى ذبلت وأفل بريقها منذ الأحتلال الأمريكي البغيض لها عام 2003. لقد كانت الحرب بين المتنافسين شرسة، وأستعملت بها كافة الأسلحة!، وبلا أستثناء، من تخريب وتمزيق وتشويه لوحات وصور المتنافسين الى التهديد والأغتيال الى الأبتزاز!، كما شهدت هذه الأنتخابات ولأول مرة أستعمال سلاح جديد نافذ وقوي لم تألفه الأنتخابات السابقة، هو التسقيط السياسي عن طريق التشهير بالشرف والأخلاق!، وقد تداول غالبية العراقيين أفلام فديو تسربت لمرشحات ضمن قوائم سياسية لسياسيين كبار! وهن في أوضاع مخلة بالشرف، البعض منها كان واضحا حقيقيا والبعض منها كان مفبرك!. الشعب من جانبه عبر عن رفضه التام للطبقة السياسية الفاسدة التي دمرت البلاد وأنهكت الشعب طيلة (15) سنة الماضية، وتجلى رفضه بعزوفه عن المشاركة بالأنتخابات حيث سجلت نسبة المشاركة في هذه الأنتخابات وهي الرابعة من بعد سقوط النظام السابق، مايقارب 44% حسب قول المفوضية!!؟ وقد تسربت معلومات لا يعرف مدى صحتها! بأن نسبة المشاركة لم تتعدى، 52/19% حسب أحصائيات دقيقة صادرة من مراكز أوربية وغربية كانت تراقب الأنتخابات عبر الأقمار الأصطناعية!. وفي حقيقة الأمر لا يمكن الوثوق بأية نسبة مشاركة تذكر وخاصة ما يصدر عن المفوضية! ومن الطبيعي ان مفوضية الأنتخابات تحاول ذكر أرقام ونسب عالية للحفاظ على ماء وجه الأحزاب السياسية من جهة ومن جهة أخرى للدلالة على نجاح عملها!؟، والأهم في ذلك لأعطاء الأنتخابات سمة شرعية!، حيث يذكر أنه وفي حال تدني نسبة المشاركة في أية أنتخابات كانت وفي أي دولة عن النسب القانونية المقررة لها وهي بين 30 و35 % تعدها الأمم المتحدة غير شرعية!!ولا نؤكد هنا مدى صحة المعلومة من عدمها!. وفي حقيقة الأمر أن هذه الأنتخابات تعد الأكثر فشلا وفضيحة من الأنتخابات الثلاث التي سبقتها والتي جرت، لأنها عكست الصورة الحقيقية والصادقة لمستوى السياسيين والأحزاب التي قادت وتقود البلاد الآن وكذلك عن حجم الفوضى التي رافقت عملية الأقتراع بمراكز الأنتخابات من تعطل الأجهزة ، وعدم دراية الموظفين وتدريبهم بشكل جيد وكفوء، وكذلك أعطت هذه الأنتخابات أنطباعا واضحا بأن أية أرقام ستعلنها المفوضية عن حجم المشاركة هي غير صحيحة لو حلفت المفوضية بأغلظ الأيمان!! ،بغض النظر عمن سيفوز بالمركز الأول أو الثاني أو الثالث من الأحزاب السياسية!. وبودي هنا أن أسئل ولا أدري لماذا يتم اشراك المؤسسة العسكرية بالأنتخابات (الجيش والشرطة وبقية الأجهزة الأمنية)؟، أليس الصحيح هو عدم أشراكهم وزجهم في السياسة وعالمها الفاسد وأبقائهم حياديين ضمن مهمتهم بالحفاظ على الوطن من الخارج والداخل كونهم يمثلون سور الوطن وأمنه الحقيقي وأن مجرد أشراكهم بالأنتخابات معناه خروجهم من الحيادية وأدخالهم الى عالم السياسة الفاسد العاهر!!، كما أن عموم العراقيين شاهد حجم الفوضى التي رافقت أنتخابات الجيش والشرطة في مراكز الأنتخابات وأستمع العالم كله للتعليقات الكثيرة التي صدرت من المشاركين التي وصفت الأنتخابات بالكذب والخداع وبيع الأصوات!. ولم تكن الأنتخابات في كردستان بحال أحسن! حيث شهدت عملية الأقتراع هناك وقوع الكثير من حالات الأعتداء والفوضى وخروج الموقف عن السيطرة!،حيث نقلت الأخبار عن وقوع أعمال شغب وأعتداء تعرضت لها حركة (تغيير) التي أدت الى أصابة (6) اشخاص وكذلك الأعتداء على فضائية (خندان) العائدة الى حزب الدكتور برهم صالح!. ناهيك عن وضع كركوك المحرج والقلق بسبب الفوضى وأنفلات الموقف هناك . وبسبب حالة الفوضى هناك دعت (6) من الأحزاب الكردية بأعادة الأنتخابات في عموم الأقليم، وفي كركوك والمناطق المتنازع عليها!؟. أما فضيحة الفضائح فهي كانت في محافظة الأنبار وفي مخيمات النازحين ليس بسبب حدوث تلاعب وتزوير فحسب بل بسبب سرقة الأوراق الأنتخابية التي تبعثرت هنا وهناك وأصبحت في أيدي الأطفال!، وقد عرضت الفضائيات لقطات مصورة عن ذلك!!. خلاصة القول أنه من الصعب الوثوق بأية أرقام تعلنها المفوضية عن حجم المشاركة وبالتالي ومن الطبيعي أنها ستنجرعلى النتائج النهائية!، بسبب الصور والمشاهدات التي رافقت عملية الأقتراع في عموم العراق والتي كانت الفوضى عنوانها، مما يدعوا الكثيرين الى التشكيك بالنتائج!؟. نعود الى معركة الأنتخابات ففي حقيقة الأمر أن الصفحة الأولى من المعركة الأنتخابية أنتهت بأنتهاء التصويت، ولكن تنتظر الأحزاب السياسية معركة أكثر شراسة من معركة خوض الأنتخابات!؟، حيث سيشكك الخاسرون بالنتائج مستندين بحجتهم على صورة الفوضى والتزوير التي رافقت الأنتخابات في محافظات الأنبار والموصل والسليمانية وكركوك تحديدا وكذلك في بقية المحافظات ولو بنسبة أقل!. أن مسألة التشكيك بالنتائج هي مسألة واردة في الأنتخابات عموما حتى على مستوى العالم وفي أحسن الظروف والأحوال فما بالك بمثل الظروف التي يمر بها العراق والتي رافقت هذه الأنتخابات والتي يبدوا أن المفوضية وكوادرها لم يكونوا على قدر المسؤولية لأدارة هذه الأنتخابات الأصعب في العراق!!. ولا ندري كيف ستنتهي معركة حسم النتائج وكم ستأخذ من الوقت وكيف سيقتنع الجميع بالنتائج؟، أما متى وكيف سيتم تشكيل الحكومة فهذه حقا علمها عند الله؟!. أخيرا نقول أن هذه الأنتخابات وما رافقها من فوضى ولغط وقيل وقال وتزوير وتلاعب أكدت بما لا يقبل الشك بأننا وبعد (15) سنة من التغيير لازلنا نحبوا في طريق الديمقراطية ولم نزداد ألا تخلفا وتراجعا في كل الميادين سواء على مستوى الفرد أم الجماعة!.، كما أن الغالبية العظمى من العراقيين بسبب ما أصابهم من هول وأوجاع طيلة السنوات (15) التي مضت وبسبب الأنفلات والفوضى التي أنتجتها الديمقراطية!، فأنهم باتوا يفضلون الدكتاتورية بل يتمنونها ويطالبون بعودتها ونصرتها وذلك هو المضحك المبكي ولله في خلقه شؤون!.