22 ديسمبر، 2024 8:45 م

أنتم لا تريدونها دولة يا عمار الحكيم

أنتم لا تريدونها دولة يا عمار الحكيم

من الأشياء المضحكة والمكشوفة شعار ( نريدها دولة ) الذي يرفعه عمار الحكيم لكتلته تحالف قوى الدولة الوطنية . فأية دولة يريدها عمار الحكيم وجميع المؤشرات خلال السنوات الماضية تدل بوضوخ على زيف هذا الشعار وعدم ملامسته لأرض الواقع ولو بنسبة بسيطة ؟ وهل يعلمُ الحكيم أن العراقيين ليسوا بهذه الدرجة من الغباء لكي يصدقوا شعاره المطروح الآن من أجل كسب أصوات البسطاء من المواطنين ؟ يشهد الله أن شعاراتكم ما هي الاّ خدعة من أجل تحقيق أهدافكم ومكاسبكم المعروفة على مدى تلك السنين الماضية . فالذي يسعى الى بناء دولة حقيقية ذات مرتكزات قوبة ثابتة عليه أن يعمل بجد واخلاص من أجل تطوير المعامل والمصانع العراقية العملاقة المعطلة عن العمل ، لا أن يقف بالضدّ من تطويرها لكي تستمر عجلة الاستيراد من دول الجوار والسيطرة على الحركة التجارية التي تدر عليه بالأرباح الطائلة .

والذي يريدها دولة عليه أن يكون عونا وسندا لمن أرادها فعلا دولة بغض النظر من يكون ، لا أن يعترض على المشاريع التي تعزز بناء الدولة الوطنية حتى لا يحسب هذا الانجاز للطرف الفلاني . والذي يريدها دولة وطنية ذات مؤسسات رصينة عليه أن يبتعد عن بعض الممارسات التي تفسد كيان الدولة ، فطرق أبواب بيوت الناس من أجل ضمان أصواتهم مقابل بعض الاغراءات ( كما فعلت انسجام الغرواي ) لا يمثل نوايا صادقة من أجل بناء دولة محترمة . والذي يريدها دولة عليه أن يحترم برنامجه الانتخابي ويقوم بتنفيذه كما هو ، لا أن يتنصل عنه بعد الانتخابات . والذي يريدها دولة عليه أن يراجع نفسه فيما يخص الأملاك والعقارات الكثيرة التي استولى عليها من دون مسوغ شرعي أو قانوني . والذي يريدها دولة عليه أن يكون صادقا مع نفسه في جميع تصرفاته ، لا أن يجامل الذين وقفوا ضد الدولة الوطنية وأعلنوا شعار الانفصال عن العراق . والذي يريدها دولة عليه أن يقرأ التاريخ جيدا ليعرف كيف كان يعيش أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام ( وهو خليفة المسلمين ) وماذا كان يأكل ، وهل كان يخرج للناس بقافلة ضخمة من السيارات الفخمة كما يفعل عمار الحكيم الآن ؟

كفاكم ضحكاً على الذقون ، فأنتم مكشوفون لخلق الله وتصرفاتكم ليست خافية عنهم . عليكم أن تختاروا شعارا آخر لأن هذا الشعار ( نريدها دولة ) لا يناسبكم اطلاقا ، بلْ أن هذا الشعار ( نريد أن نأكل الدولة ونجعلها فرهودا لنا ) أفضل شعار يليق بكم . فهذا هو واقعكم المعروف ، وهذا هو جوهرُ أديولوجيتكم .