23 ديسمبر، 2024 2:45 ص

أنتفاصتنا..بين صمت شيوخ العشائر وصراخ الشعب

أنتفاصتنا..بين صمت شيوخ العشائر وصراخ الشعب

في الانتخابات البرلمانية الاخيرة عام 2014 قام احد شيوخ عشائر محافظة بابل البارزين بوضع (عكاله) على رأس احدى المرشحات للبرلمان قائلا لها “أنت بالف رجل  ورفعه راس العشيرة ” وبالتاكيد لم تكن هذه الكلمات مجانية بل انها مدفوعه الثمن من اموال العراقيين وقوت فقرائهم ،كما أنها لم تقل حصرا لهذه المرشحة التي فازت باغلبية الاصوات بل انها تكررت على مسامع كل من قصد بيت ذلك الشيخ ،فالكل يعلم ان شيوخ عشائرنا لا يغلقون ابوابهم بوجه احد خاصة عند الحملات الانتخابية التي تشهد عقد صفقات تعود فائدتها على ٍشيخ العشيرة وحاشيته فقط!! .
 هذه الحادثه  عادت الى ذاكرتي حين قرأت منشورا على صفحات الفيس بوك  لاحد الناشطين في التظاهرات الاخيره قال فيه ” أخوان هاي الجمعة خلي نسوي ذبايح وثريد علمود يجون شيوخ العشاير “
هذا المنشور البسيط  يمثل ادانة كبيرة لكل شيوخ العشائر الذين  لم يشارك اي واحدا منهم  في التظاهرات التي قام بها الشعب بوجه الفاسدين في الحكومة العراقية فحتى هذه اللحظة لم نسمع او نرى أي شيخ عشيرة قد جمع افراد عشيرته وجاء بهم للمشاركة في التظاهرات كما كانوا يفعلون ابان الانتخابات .اضف الى ذلك انهم حتى الان لم يعلنوا عن موقفهم الصريح الرافض او المؤيد لهذه الاحتجاجات .
 ان هذا النهج والسلوك تجاه الاحداث المصيرية في العراق ليس جديدا على زعماء وشيوخ العشائر فهم كانوا ومازالوا  لايتدخلون في أي معركة لصالح هذا الطرف او ذاك حتى تتضح الامور لهم ومن ثم يقفون الى جانب المنتصر ،هذه العادات ذات الجذر البدوي هي  متأصله في نفوس وعقول شيوخ العشائر. وربما تكون قد نفعتهم في السنوات والقرون والماضية,ولا نظن انها ستنفعهم في الوقت الحاضر فالشعب الذي ثار بوجه الطغيان وفساد المسؤولين الفاشلين لن يسكت ابدا ولن يهدأ له بال الا بعد ان يودعهم في السجون وسيتعامل بحسم مع كل من لم يقف معه في ثورته سواء كانوا شيوخ عشائر او رجال دين .
أن الثورة التي يقوم بها ابناء الشعب العراقي الان هي ثورة فريدة من نوعها سيخلدها التاريخ اذ لم يسبق للعراق ان شهد ثورة شعبية كهذه وعلى شيوخ العشائر ان يحسموا امورهم وينظموا سريعا لجموع الشعب الثائرة والا فسوف يلعنهم الشعب والتاريخ الى الابد.