هل يُعتقد أن الاسماك الصغيرة لها القدرة والمقدرة على مقارعة الحيتان الكبيرة ومن ثم أفتراسها ,أوعلى الأقل أخافتها بعدم الاقتراب من مكان تواجدها لتعيش بسلام وأمان ,لقد قلت للأحبة أن اللطف الالهي يأتي من الباري عندما تكون النوايا حسنة وصادقة مع الذات وفيها مرضاةٌ لله ,كانوا يظنون وهم واهمون أن السفينة ومن فيها ستغرق في لجج البحر الهائج لأنهم ثقبوها ولم يراعوا حرمة ٍ لأي شخص متواجد عليها,ثم بدأ الماء كالشلال يتدفق اليها بسرعة يعتقدون أنهم سينجون بفعلتهم هذه ,وأما الآخرون سيغرقون ثم تأكلهم الحيتان الكبيرةويصبحون في خبر كان وجزءً من الماضي ,لكنهم نسوا أو تناسوا أمراً مهم بعد أن استحوذ الشيطان على ابصارهم وبصيرتهم هنالك تسديد وتأييد ألهي لهذه الجماعة المؤمنة التي ضحت بكل ماتملك من غالي ونفيس وقدمت دمائها لأجل عناوين إنسانية عظيمة وكبيرة ,نجاهم الله من الغرق المؤكد لأن فيهم روح المحبة والتعاون والصدق والتكاتف وسعيهم لعمل الخير بين مجتمعهم ووقوفهم بوجه الباطل,فدارت الدوائر وانقلب السحر على الساحر,ووقعوا من أرادوا لهم المكر في شر اعمالهم لما كسبت أيديهم من مآثم واعمال سيئة الفعل ألحقت الأذى والسوء بالناس وبدون وجه حق كل ذلك أرضاءاً لمستنقع سقوطهم الذاتي الذي يعيشونه دون مفر منه ,لم يقرأوا التاريخ جيداً ويتعضوا من العبر والدروس أن الطغاة والجبابرة هلكوا وأندثروا بين أطلال الركام والنسيان برغم كل الاساليب القمعية والوحشية التي مورست بحق رعيتهم ومصادرتهم لحقوقهم ,الانتصار يحتاج عيون يقظة وساهرة وفطنة في التفكير والدراية بكيفية جريان الامور..يحتاج النصر لفرز واضح للمحسن والمسيء ,وللغث والسمين ,ومن مع الحق والباطل ومن أركن له ,أو وقف على الحياد وكثر السواد بحياديته التي أضرت بالامة وأدخلت الناس في مآزق ومهالك ,كان بستطاعته تحديد موقفه وينطلق منه لمد يد العون والنصر للمظلومين والمستضعفين لكنه لم يفعل,عندما يجد النصرأدواته مستكملة وقوية سيتفاخر بها ويتفاخر المنتصرون بما حققوه من مكاسب ما كانوا يصلوا اليها لو لا سعيهم ودأبهم المتواصل في تحقق العدالة وتلقين الظالم درساً لن ينساه.