23 ديسمبر، 2024 3:13 ص

بعد سقوط النظام، و بدء العملية السياسية الجديدة في العراق، وقيام أول حكومة عراقية دستورية بشكل ديمقراطي، منذ ما يقارب الأربعة عقود، ظهرت الأصوات الناشز ،وبرز الوجه الآخر لبعض السياسيين من أذناب السلطة السابقة ،المنضوين بالنظام الجديد وبمسميات جديدة.
فمنهم من شكك، ومنهم من حرض وآخر يتهم بغير مبرر أو مسوغ،حتى زرعوا الفتنة والفرقة
داخل أروقة النظام، الذي مازال فتيا . فبذرت أول بذرة خبيثة ،وسقيت من حقد وخبث بعض الساسة الطائفيين، الذين ينظرون بنظرة الطبقية لمكونات الشعب، وأنهم أصحاب الحكم دون سواهم..
سارت العملية السياسية بين مد وجزر، ما بين توتر وأنفراج، وخلاف و إتفاق وتهدئة ،
لكن رغم الصعوبات و المعوقات التي واجهتها الحكومات الجديدة ،كان هناك فسحة للأمل، يلجأ إليها السياسيين من الفريقين عند حدوث المشاكل والأزمات، والتي دائماً ترفدهم وتقودهم للأصلح ، وهي (المرجعية الدينية)
نادت المرجعية ولازالت تنادي بوحدة العراق ووحدة شعبه وأراضيه ،حفاظاً على لحمة البلاد والعباد ،لكن هذهِ الوحدة لا تنفع البعض من ضعاف النفوس، آنفي الذكر، الذين تضررت مصالحهم، فحرضوا شعبهم ضد النظام، و ضد القوات الأمنية، وخرجوا بالمضاهرات والأعتصامات ،مسببين خللاً وإرباكا للنظام العام، محتشدين في أماكن العزة والكرامة كما يزعمون، فنادوا بالويل والثبور ،وتوعدوا بالقتل والقتال، وسفك الدماء ،(أحنا تنظيم أسمنا القاعدة نقطع الراس ونقيم الحدود ).
هنا حكيت خيوط المؤامرة الكبرى، والخيانة العضمى للعراق، من خلف منصات الإعتصام،
وبتشريع من شيوخ الفتنة والإرهاب، قامت الدولة اللاأسلامية ( داعش )،فنهبوا وسفكوا الدماء بأسم الأسلام، الذي صوروه لأنفسهم أسلاما.
هنا أشرقت المرجعية الدينية الكبيرة كالشمس في رابعة النهار، معلنةً عن إشراقة أمل للعراق، بإصدارها للفتوى المباركة (الجهاد الكفائي)، وبعد مضي ثلاث سنوات من الحرب مع العصابات الإجرامية، والتي قدم فيها الغالي والنفيس من الأرواح والأموال، حتى بانت ثمارها للنضوج ،لابد من الحفاظ على هذه الثمار العظيمة، وإرساء قواعد السلم المجتمعي، والمحافظة على أرواح المواطنين، كي لا تنمو عثة داعش مرةً أخرى، وذلك من خلال تبني مشروع التسوية الوطنية، الذي نادى
به السيد (الحكيم)رئيس التحالف الوطني ،والذي من شأنه معالجة القضايا والأمور التي زعزعت وفرقت الشعب العراقي، على عكس سابقاته من أمور التهدئة والتوافقات السياسية الوقتية.