شخصية آمر الوحدة..!!
يمكن القول، ان ماهية راس الهرم التنفيذي، او عقلية رئيس اية مؤسسة، لها الاثر الفاعل في كيفية ادارة الدولة من راسها الى أخمص قدمها، ويتراكم هذا الاثر كل يوم وكل شهر وكل سنة وكل دورة..
وقد يفسر هذا تراكم الازمات وكثرة النزاعات في العراق، منذ عشرات السنين، وفي السنوات الثمان الاخيرة، ايضا. لان عقلية الحكم سابقا وحاليا، هي عقلية حزبية، تفتقر الى الكفاءة، ولا تمتلك روح الانفتاح والمشاورة والمشاركة..
ويمكن ان يفسر ، هذا، حالة الابتعاد عن الحراك البناء والنفس السلمي في العراق، اليوم، لان راس الهرم، ذو ماهية ونفس معارض، منغلق، وليس حاكم ابوي، واثق من نفسه.. بل عقلية نزاعات وخلافات، متكئ على نقد الآخر وتسقيطه وإلقاء اسباب الفشل على الجهة الأخرى..
لماذا فشلوا في استثمار شركائهم ؟
ان عقلية المعارضة العراقية (سابقا) وخاصة رئيس مجلس الوزراء الحالي.. هي عقلية انهاء الاخر والانتقام منه، بدلا من التفاهم والتعاون لاجل البناء والخدمات..
ولتوضيح ذلك، مثلا، يروج ازلام السلطة، على ان الكرد والسنة هم من يعرقل العمل، ويحارب الحكومة الحالية.. ويعرقل الانجازات ..!
ويمكن ان نفترض ان العراق ليس فيه كرد او سنة، هل تنتهي مشكلة الحكومة؟ وهل يتصافى السيد المالكي مع السيد الصدر والسيد الحكيم..؟
ويكون السؤال : ما هي علاقة رأس الحكومة مع شركائه من التحالف؟ ما هي علاقته بمن أوصله لرئاسة مجلس الوزراء؟ وهل هو على تفاهم وتواصل معهم؟
والجواب هو ما يردده الان، جماعة ما ننطيها، لانهم يقولون: ان الصدر والحكيم يعرقلا عمل الحكومة..!!
وقد نسي هؤلاء، ان السيد الصدر قد تخلى عن 6 وزارات لاجل اسقاط هذا العذر، ولفضح ادعاءات المالكي..
………. لماذا فشلوا سياسيا وامنيا وخدميا..؟
اما ما يوجه من اعتراض على حكومة (الشراكة).. هو اعتراض خاطئ، لان الشراكة، يمكن لها ان تكون عنصر قوة في الحكم، وعنصر فرض ارادة الحكومة في شمال العراق وفي الانبار وديالى وغيرها..
هذا ممكن اذا كان (الراس) كفوء سياسيا.. اما الفشل في التعامل مع الشركاء فهو من الشواهد الواضحة على فشل السيد (جماعة القانون) سياسيا..
ان قلة الخبرة السياسية، هي احد اسباب فشل الحكومة في توفير بيئة مناسبة للبناء والاعمار والاستثمار، فضلا عن قلة الخبرة المهنية والهندسية والعملية لدى رئيس مجلس الوزراء..
وقبل ايام، بدات ماكنة دولة القانون تروج على ان (علي دواي) نجح في الخدمات.. لكنه ليس سياسيا بارعا، ولا يصلح لرئاسة الوزراء..!!
وكأن السياسة لديهم، وحسب فهمهم، هي اثارة الازمات والحروب.. وليس احتواء الازمات واستثمار الاطراف السياسية في مشروع بناء الدولة، وتوفير الخدمات للشعب، وايجاد مناخ مناسب للمواطن، ليتحرك، ويشم هواء الحرية، دون سيطرات ودون تعقيدات، كما هو حال اي مواطن في دول الجوار وفي دول العالم..
ويبدون ان مفهوم السياسة عند (دولة القانون) هو (المكافش) و (المعارك) و (الفتنة الطائفية)..
كيف نجح دواي ؟
ويمكن ان نسألهم: كيف نجح (دواي) في بناء الخدمات في محافظة ميسان الفقيرة، المهدمة، وبامكانيات بسيطة جدا؟ هل سمعتم ان (دواي) تعارك مع شركائه في العمارة من دولة القانون او اي طرف اخر؟؟
لقد نجح دواي لانه ذو شخصية ايجابية، واثق من نفسه، له عقلية كفوءة قادرة على تشخيص الواقع، وتحديد المسار الذي يوصل للهدف، بالامكانيات المتاحة، وليس…..
لقد نجح دواي لانه لم يجعل الهدف الاساس له ، ان يبقى في السلطة، بل كان هدفه ان يستخدم السلطة لخدمة الناس ..ويحصل على رحمة لوالديه في الدنيا والاخرة.. وليس……
لقد نجح دواي، لان تذكر سيرة الامام علي (ع).. واتخذها منهجا.. ولم يتخذ من سيرة الهدام او شاه إيران منهجا..
لقد نجح دواي لأنه عرف ان الشعب هو الذي يمنحه السلطة .. وليس بوش او …
لقد نجح دواي لأنه عمل بإخلاص .. فابتعد عنه الانتهازيون.. واقترب منه المخلصون.. وليس ..
لقد نجح دواي لأنه يؤمن بالبناء والأعمار.. ولأنه يؤمن إن الله تعالى جعل الإنسان خليفة في الأرض لأجل أعمارها..
اليوم العراق يمر في مفترق طرق..
طريق الى الدمار والحروب والدماء .. وديكتاتور لا يتورع عن حرق الاخضر واليابس
وطريق اخر.. يقف فيه (دواي) ومجموعة خدام.. ينتظرون ساعة الصفر لاجل البناء والاعمار.. وترميم المدارس وبناء اخرى.. ترميم المستشفيات وبناء اخرى.. وشوارع خالية من السيطرات.. وطريق مفتوح الى اربيل والانبار ترفرف على جانبيه روح التآخي والحب والمواطنة..
ايها العراقي .. انتخب.. وكن بمستوى التغيير والاختيار..
إن المشاركة في الانتخابات، مشاركة لأجل إخراج العراق من الموت الى الحياة..
إن المشاركة في الانتخاب والتغيير ..يعني المشاركة في البناء والاعمار..
ناخبون سلاما ياعراق، ناخبون من أجل البناء، ناخبون كلا يا سراق، ناخبون كلا للطائفية، ننتخب من أجل الرفاهية، ناخبون كلا للفساد، ناخبون لبيك يا عراق، ننتخب من أجل كسر القيود…
صفحة الكاتب على الفيس بوك: https://www.facebook.com/Dr.Nadhim.M.Faleh