23 ديسمبر، 2024 1:27 م

أنتخب … ولا تنتحب

أنتخب … ولا تنتحب

وها هي الانتخابات .. بكل ما تحمله من تناقضات ..وحرب أعلامية وتجاذبات..وتقاتل المرشحين على الظهور في الفضائيات.. وتراشق بالكلمات ..ووعود ضاقت بها الأرض والسماوات .. فأفرحوا فقد حان موسم ( المعونات والبطانيات ) وربما حتى توزيع البيض بالطبقات ،وهي كذلك موسم ( التفجيرات ) .. ولا تنسوا الاغتيالات ، ينتخب الشعب لينال حظاً من الخيرات .. فيصاب بالنكسات والصَدمات .. فتحل به سريعاً ..الأزمات ..  هذه الانتخابات قد تجلب المآسي للكثير .. وللبعض المسرات !!.
 تحل الانتخابات في ظرف أستثنائي يمر به العراق .. وكلمة (ظرف أستثنائي) هذه سمعتها من أحد المدرسين في المرحلة المتوسطة بداية عقد الثمانينات من القرن الماضي ، ولا زال هذا الظرف ساري المفعول بعد ذبول زهرة الشباب كما يقولون ..! وسيبقى الى خريف العمر وسنورثه الى الاجيال اللاحقة بعدنا ولانعلم حينها كيف سيكون الحال ولا المقال.. الشعب يرى ان هذه الانتخابات تحل ضيفاً ثقيلاً عليه .. الى الحد الذي يعزف فيه عن المشاركة واستقبال هذا الضيف والاحتفاء به ..وكلنا يعذر الآخر فالاسباب معلومة وخفايا الكواليس مجهولة وليس للشعب حظ من الديمقراطية سوى ذهابه المتكرر الى صناديق الاقتراع .. ليكفر عن ” خطيئته ” التي اقترفها في الانتخابات السابقة . والمعيب في الأمر ان السياسيون ( يَمنون) على الشعب هذه الديمقراطية ويعتبرونها هبة منهم وينصحونهم بان يتمسكوا بها ولا يفرطوا بها وليتمتعوا بهذا الحق الى أقصى الحدود عبر المشاركة الفاعلة في الانتخابات وأنتخاب من سيتولى التحكم برقابهم .. فاين العلة في الأمر ؟ العلة تكمن بمن أطلق الوعود ولم ينفذ منها شيئاً .. العلة تكمن  في الحجم الهائل للهدر في المال العام .. العلة تكمن في توزيع المناصب على مبدأ القرابة والمحسوبية .. العلة تكمن أحالة المشاريع الكبيرة ( كبيرة على الورق فقط ) على أطراف معينة وفق مبدأ العمولة .. العلة تكمن في أخفاق السلطات المحلية من تولي زمام الامور في ما يخص الأمن والدفاع ومعالجة القصور الامني .. والعلة تتجلى في غياب المرونة السياسية التي قد تجلب المنفعة للمحافظة وأهاليها .. العلة هي في الاتكال على ” الأرث ” المقيت من العداوة وعدم تقبل الآخر او عدم تقبل الوضع السياسي الجديد .. وأجمالاً في علة الموضوع هو عزوف الكفاءات العلمية والادبية عن خوض غمار الانتخابات .. وأكتفاءهم بوظيفتهم التي هم عليها ، وترك الساحة السياسية لمن هب ودب ولتذهب المحافظة ومن عليها الى …. !! ولسنا في معرض التحريض على عدم الذهاب الى صناديق الاقتراع ، فمثلما جلبت هذه الصناديق أناساً خدعنا بهم .. فهي ايضاً قادرة على جلب أناس همهم خدمة الناس ونقل التجربة العمرانية والخدمية وحتى الامنية التي يمتلكونها الى محافظة نينوى ، وهذا يقودنا الى التساؤل .. لماذا يفرح الكورد بالانتخابات ؟ ولماذا يفرح الشبك والايزيدية والمسيحيين والتركمان ..هؤلاء وجدوا من يخدمهم بصدق .. هؤلاء وجدوا ضالتهم في من يمثلهم !!  لذا على عموم المواطنين ان يحكموا ضمائرهم ويقيسوا الامور بمنظار العقل والميزان الدقيق .. أليس كلنا يحلم ان تصبح محافظتنا مثل مدن الاقليم .. اليس جميعنا يحلم بالأمن والطمأنينة التي يعيشها سكان الاقليم ..اليس يراودنا حلم الكهرباء الوطنية المستمرة طوال اليوم .. وان يتولى أبناؤنا ملف الأمن وحماية المحافظة ويكونون أرفق بأهلهم وأخوانهم .. وأحرص على حماية المحافظة ومكتسباتها في ظل العراق الاتحادي الجديد .