13 أبريل، 2024 3:46 م
Search
Close this search box.

أنتخابات مجالس المحافظات تكرار لتدمير الديمقراطية بأسم الديمقراطية ؟

Facebook
Twitter
LinkedIn

راجعني البعض من المشتركين في أدارة العملية ألانتخابية داخل كتلهم , كما راجعني البعض من المرشحين للآنتخابات المقبلة لمجالس المحافظات والتي بلغ عدد الكتل المسجلة لدى المفوضية بما يقرب من “250” كيانا أنتخابيا لعدد من كراسي المحافظات البالغة ” 447 ” مقعدا , وهنا تتكشف حقيقة مرة , فكثرة عدد الكيانات المسجلة لاتنم عن وعي وثقافة أنتخابية وطنية , بمقدار ماتنم عن توجه تنقصه المعرفة واللياقة في أن معا ؟
وكنت أقول لزواري من السائلين والمستفسرين عن العملية ألانتخابية ولاسيما الطالبين للمساعدة والتوجيه للآداء الجيد وهم عناصر طيبة وأشخاص يحبون وطنهم وشعبهم من الرجال والنساء الراغبين في الخدمة بعيدا عن أمراض السياسة التي تنتظرهم في تفاصيل العملية ألانتخابية لمجالس المحافظات المقبلة والتي تليها لمجلس النواب القادم .
وعلى قاعدة زكاة العلم تعليمه , وحتى تعم الفائدة للجميع من الذين سألوا والذين لم يسألوا بعد سواء خجلا , أو لوجود لوجود أسباب موضوعية تخصهم وأسباب غير موضوعية تخص الكتل وألاحزاب التي ينتمون اليها أو التي يعملون معها لاعلى طريقة ألانتماء والولاء , ولكن على طريقة الضرورة من الطرفين وهي :-
1-   الحاجة للعمل عند طرف
2-   والحاجة للترويج وألاعلام عند الطرف ألاخر .
وهاتان الحاجتان غير منظور لهما من زاوية معرفية أنتخابية وطنية ” وألاستثناء موجود ولكنه نادر وقليل ” .
وأنما يغلب عليهما ألاندفاع في سياق عملية ظاهرها ” الديمقراطية ” وباطنها غير ذلك تماما ؟
ودليلنا على ذلك ليس تنظيرا ولا رجما بالغيب , وأنما قائم على شواهد وأرقام ميدانية لمن يريد أن يدرس ويحلل بموضوعية على الشكل ألاتي :-
1-   لم تعقد ندوات عامة يدعى لها المفكرون والخبراء ليتم تدارس السبل الكفيلة بتفادي أخطاء وثغرات العمليات ألانتخابية السابقة – والمسؤول عن ذلك مفوضية ألانتخابات التي لم يعرف بعد من هم أعضائها بسبب المحاصصة وأذا تم شيئ من الندوات فهو مقتصر على دعوات للآحزاب والكتل والكيانات ألانتخابية التي لاتتوفر فيها مواصفات الفكر والخبرة غالبا مما يجعل تلك الندوات عديمة الفائدة من زاوية تقييم العمل المؤسسي .
2-   لم يتم أستطلاع رأي الشعب في أيهما يختار من القوائم والترشيح ” القائمة المغلقة – أم المفتوحة – أم المغلقة والمفتوحة – أم الترشيح الفردي – وأي الدوائر يفضل :” الدائرة الواحدة – أم الدوائر المتعددة كما هو جار ألان في المحافظات .
3-   لم تعقد ندوات جماهيرية عامة لشرح ثقافة ألانتخاب , وأنما ترك ألامر للنشاط الحزبي الخاص المتهم أصلا بعدم ألانفتاح على ألاخر , فضلا عن تكريس الحس الفئوي والطائفي المدمر للحياة ألاجتماعية والسياسية .
4-   ظهور تحالفات جديدة ظاهريا فقط وألا هي من رواسب الفشل والخيبات المحكوم عليها بالرفض شعبيا , وهذه التحالفات تكتفي بالتسويق ألاعلامي الخاص المرتهن بالمال والعلاقات الشخصية .
5-   وهذه التحالفات تعمل على طريقة تحضير المعلف قبل الحصان ؟ وهذا خطأ متكرر من ألانتخابات السابقة , وألاصرار عليه يجعل القائمين به علموا أم لم يعلموا فأنهم يظلوا تحت رهان وصايا ” أفرام نعوم تشومسكي ” ألامريكي اليهودي في أستراتيجياته العشر للتحكم بالشعوب .
6-   وهذه التحالفات التي لم تجد وسيلة تنظيمية ناجحة لآختيار المرشح المؤهل :-
أ‌-       سياسيا
ب‌-  أجتماعيا
ت‌-  وطنيا
وأتحدى من يثبت عكس ذلك على مستوى قائمة الترشيحات كاملة , أما ألاستثناء فأذا وجد فأنه ليس بكاف مطلقا , ولايحق للآحزاب والكتل أن تبرر ذلك على طريقة ” هذا الموجود ” وهذا التبرير هو أحد أعمدة أستراتيجيات ” تشومسكي ” للتحكم بالشعوب من خلال قبول الرداءة حتى تصبح أمرا واقعا , أو تقديم ألاسوأ حتى يتم التنازل عن ألافضل , أو تقديم المزعج والمضر مثل التفجيرات وألارهاب حتى يتم التنازل عن الحريات في مكان أخر , فيصبح المخبر السري تفرضه الضرورة ويصبح العفو عن المزور من دواعي المسامحة , ويصبح السارق للمال العام يحظى بالغطاء السياسي , ويصبح غير المؤهل وغير المناسب حاصلا على أعلى المناصب نتيجة الملل والخنوع الذي تصاب به القاعدة الشعبية , وهذه هي حنكة ” تشومسكي ” في أخضاع الشعوب التي أصبحت مطبقة عندنا في العراق وفي المنطقة وما ألاحداث ألاخيرة حول مايسمى بالمناطق المتنازع عليها ألا واحدة من أشهر وأوضح تطبيقات أستراتيجية أخضاع الشعوب التي يتم بعد ذلك مخاطبتها كما يخاطب ألاطفال الصغار ؟
ونصائح ألامم المتحدة وممثلها في العراق , وخلوات سفراء أمريكا وبريطانيا ببعض السياسيين أنما تجري على هذه القاعدة دون أن تعلم القاعدة الشعبية وأذا علمت , تصنع لها مشاكل جديدة لآلهائها وصرف النظر عن الواقع المر كما جرى في حادثة البنك المركزي وحادثة عقود التسليح مع روسيا وشركة روتانا ومسألة تأهيل فنادق الدرجة ألاولى والفساد المالي من وراء ذلك ؟
أن تكرار ألاخطاء في عملية ألانتخابات تكاد تكون متعمدة من قبل البعض , وغير متعمدة من البعض ألاخر بسبب عدم الخبرة في العملية ألانتخابية , وعدم التأهيل الثقافي , وهذه جميعها تؤدي الى عدم التأهيل السياسي الذي أصبح واقعا معترفا به شعبا , ومعبرا عنه بالملل والضجر وعدم الرغبة في المتابعة الجادة في المسائل الثقافية , فلو دعوت اليوم الى محاضرة علمية أو ثقافية لم يحضرها ألا العدد القليل , ولو دعوت الى حفل غنائي لحضره ألالاف لاحبا بالفن الذي يخدعون به تضليلا وأنما حبا باللهو الذي لايعرف الفرح الحقيقي ولا المرح بتوازنات النفس التي تحتاج الراحة ” روحوا أنفسكم ببدائع الحكم فأنها تمل كما تمل ألابدان ” – ألامام علي –
وملل ألابدان معروف لآهل الفسلجة وعلوم البايولوجيا الذي أتخذت منه وصايا تشومسكي منطلقا لآبعاد الشعوب عن هذه العلوم وهي كل من :-
1-   علوم البايولوجيا
2-    علوم الحاسوب
3-    علوم النفس التحليلية والتطبيقية
4-   علوم المنطق والفلسفة واللسانيات
كما أن علوم النفس معروفة لعلماء التحليل النفسي وهم موجودون في حقول المعرفة ألالهية والعرفان بجدارة تتفوق على بعض ألاكاديميات التلقينية .
أن ظاهرة ألالهاء المصاحبة للآنتخابات أصبحت معروفة , فالعزائم والولائم على طريقة الذي يأكل مايجد ويطلب مالايجد , وتوزيع ألاموال كرشا أنتخابية لم يسلم منها طرف دون طرف , ومن لايوزع مالا حاسبا نفسه عصاميا في هذه الحالة نسى أنه مارس الرشا بطريقة أخرى من خلال تكريس الترشيح للمؤيدين ومنهم المتزلفين الذين أصبحوا ظاهرة لاينكرها من يعرف ألاجتماع العراقي .
وعدم وجود قانون للآحزاب هو أقرار بأختراق السيادة الوطنية لآن البعض لازال يعتمد التمويل الخارجي ألاجنبي بكل سيئاته , ومن يكون كذلك فقراره ليس بيده ومن يدعي غير ذلك ألا مكابر أو جاهل ؟
وعلى هذا سيمضي قطار أنتخابات مجالس المحافظات محملا بالرشا والطائفية والبضاعة ألانتخابية من مرشحين غير مؤهلين مما سيعاد دورة من الخسائر المستمرة أنتخابيا وسياسيا وديمقراطيا نتيجة حيتان المال والسمسرة الذين أمنوا مكاتبهم وأعوانهم بالمال الحرام حتى ظن الناس أنهم باقون فأستسلموا لهذه النتيجة الزائفة ” وماهي الا لمظة من عيش وبرهة من زمان ” كما يقول ألامام علي –
رئيس مركز الدراسات وألابحاث الوطنية
[email protected]

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب