18 ديسمبر، 2024 11:25 م

أنتحار غير معلن للعملية السياسية

أنتحار غير معلن للعملية السياسية

حكومة عادل عبد المهدي المرتقبة مْثلُها مَثل عباس بن فرناس ، بن فرناس قرر الطيران فصنع له جناحان ولم يصنع له ذيل ، وماعلم ان الذيل اهميته تكمن بالموازنة والثبات …..وبالتالي ادى الى سقوطه .

الذيل بمثابة الجماهير ، اي هو المكون الذي يمنح الاستقرار ويمنح الحكومة ديناميكية يجنبها الاهتزاز والانحراف ، بطريقة مشابهة لما يفعل الريش الموجود في نهاية السهم الذي يعطيه الثبات والتوجه نحو الهدف المنشود .

الاصلاح والبناء هما ( جناحا ) عادل عبدالمهدي وبهما قرر التحليق ب(الفضاء الوطني ) ولكنه فاقد للذيل أي فاقد للقاعدة الجماهيرية ، عادل عبد المهدي لايملك قاعدة جماهيرية ، لم يتم اختياره من قبل الشعب ، هذا اذا فرضنا الانتخابات (نزيهة ) ، قاعدته الحالية هي قاعدة احزاب السلطة وهي من تتشرط وهي من تحدد مسارات الحكومة القادمة ، اي هي من تقرر نجاح او فشل عادل عبد المهدي .

عادل عبد المهدي الزاهد بالسلطة و العالم والعارف بدهاليز السياسة والسياسين والذي يهدد بالاستقالة المكتوبة في جيبه دائما ، فاتَهُ أمر مهم ، ان سقوطه لاسامح الله قد يكون مفاجئاً له ويسبق استقالته .

محاولة عبد المهدي باللجوء للشعب من خلال مبادرة( وزراء نت ) هي محاولة جريئة من اجل الحصول على قليل من الريش ليصنع له ذيل ، محاولة منه لخلق قاعدة جماهيرية، وربما لديه مبادرات مستقبلية اخرى ولكن احزاب السلطة لن تسمح له بالتمدد جماهيرياً على حسابها هذا اولا وثانياً انها لن تقبل ان تشكل الوزارة المرتقبة بدون مشاركتها ولذلك نحن نعتقد ان اختيار عادل عبد المهدي بمثابة كبش فداء .

بأعتقادنا ان المرحلة القادمة مرحلة مشوهة وليس لها ملامح واضحة وانما هي تمنيات طوباوية بعيدة عن الواقع كما اننا نعتقد ان مايجري الان بعيد كل البعد عن العمل السياسي الممنهج وتغيير بالمفاهيم المعرفية التي تخص العمل الجماهيري ، تأتي هذه التمنيات بظروف سياسية متوحشة وتصادم واضح بين مفاهيم بالية واخرى متجددة ، ان احزاب السلطةمفلسة تماما فهي لاتملك خارطة طريق واضحة ومقنعة ولكنها لاتريد ان تفلت السلطة من قبضتها وهذا تخبط خطير يعرض البلد للضياع .

ويبقى التساؤل المشروع ، مامعنى ان تخوض الاحزاب الانتخابات لقيادة البلد ثم يتم تنحيت الاحزاب الفائزة لتأتي مجموعة من الاشخاص لكي تحكم ؟ هل هو استخفاف بالعمل السياسي ام بارادة الجماهير ام هو اعتراف ضمني بعدم شرعية الانتخابات ونزاهتها أم هو انتحار غير معلن للعملية السياسية ؟