في الحادي عشر من تشرين الثاني المقبل … الموعد المقرر من الحكومة العراقية لأجراء الأنتخابات البرلمانية في عموم محافظات العراق ، وفي هذا اليوم المصيري سيتم أختيار ممثلي الشعب العراقي من قبل أبناء الشعب ( أنفسهم ) في العرس الأنتخابي الكبير الذي سيحدد مصير ومستقبل البلدخلال المرحلة المقبلة وفق مبدأ الأختيار الدقيق والمتأني والمدروس في منح الأصوات لمن يستحقونها فعلا ، ومحاولة أختيار وفوز الأسماء التي يتم الأعتماد عليها لخدمة العراق من المرشحين لعضوية مجلس النواب العراقي المقبل ، وأن مشاركة العراقيين في هذه الوقفة المشرفة تعكس مدى الأندفاع الحقيقي ( للتغيير ) ، وأختيار الرجل الكفوء والنزيه والمناسب في هذا السباق الأنتخابي الذي يضمن حق الجميع وخصوصا الطبقة المسحوقة والفقيرة والمتوسطة والمحتاجة من أبناء الشعب العراقي في مجال تقديموتحسين الخدمات البلدية والبيئية والصحية والتربوية والزراعية والأرتقاء بمعيشة الموظفين ، والعمل على زيادة الرواتب للمتقاعدين وأيضا للمشمولين في الرعاية الأجتماعية وزيادة وتحسين نوعية المواد الغذائية في البطاقة التموينية ، وكذلك منح الأراضي والوحدات السكنية لتأمين السكن اللائق للمواطنين من مختلف الشرائح وأنقاذ الفقراء الذين يعيشون في الأماكن العشوائية وأيجاد البدائل الملائمة والمناسبة لهم ، وغيرها من الأمور الحياتية المهمة التي يعاني منها الكثير من الناس ، من جانب أخر ( يتحتم الحذر الشديد ) والأبتعاد نهائيا عن أسماء ( السراق ) الذين تكشفت نواياهم الملتوية ، ومخططاتهم الفاشلة ، وحساباتهم المزيفة ، من الذين لم يقدموا شيئا يذكر لا منخدمات ولا من أعمال تصب في صالح مرشحيهم .
هنا يتطلب المشاركة الفعلية والحقيقية في هذه الأنتخابات ( دون تردد ) وعدم تفويت الفرصة للأخرين الذين يتربصون لها من جميع الزوايا والثغرات التي قد تحدث هنا أوهناك ، من أجل سرقة أصواتكم ، وعدم تكرار وتدوير الوجوه القديمة الذين لم يثبتوا جدارتهم ومقدرتهم على العمل لتمثيل الشعب العراقي بالشكل الصحيح وتلبية أحتياجاتهم المطلوبة والضرورية والملحة ، ونجد في الأنتخابات الماضية حاول البعض من المرشحين من ضعاف النفوس تقديم الهدايا أو بالأحرى ( الرشاوى ) الى البسطاء من الناس لكسب أصواتهم بطرق غير مشروعة ، ولكن !! في هذه الأنتخابات الجديدة سنكون أمام أمتحان عسير ومصيري وأمام واجب مقدس لا يخلو من الوفاء لعيون العراق ، ويتطلب منا جميعا وقفة مشرفة نتمنى أن تكون ( صحوة ضمير للعراقيين ) في موضوع أختيارالرجل المناسب ، ولا يتم منح الثقة الآ بعد التفكير العميق والتفحص الشديد عن الأسماء المرشحة لنيل هذه الثقة ، وعدم الأنجرار وراء المغريات والتفاهات التي تصدر من بعض هؤلاء المرتزقة .
شهدت الأنتخابات الماضية العديد من الحالات المزرية لبعض المرشحين الذين فازوا بأصوات البسطاء من الناس المحتاجين وأغرائهم بسلع وحاجيات قد تكون بأسعار ( بخسة جدا ) ، ومنها على سبيل المثال ( جادرنسائي من القماش للصلاة أو دجاجة مشوية مع المقبلات والعصائر أو كارت موبايل ) وأن هذه الأشياء لا يزيد ثمن كل واحدة منها عن ( عشرة الاف دينارعراقي ) ، وبعد أستلام هذه السلع ( التافهة ) يتم ( تحليف ) المستفيد أو المغرر به على أن يعطي صوته ويؤشر بعلامة ( صح ) أمام أسم المرشح ( المرتشي ) ، فيما نشهد من جانب أخر وفي هذه الأيام وللأسف الشديد قد تطورت حالة ( الرشوة ) وتصل أحيانا الى ( مبردة الهواء أو السخان الكهربائي أو البطانية أو المروحة السقفية أو المكواة ) من أجل أيقاع أكبر عدد ممكن من هؤلاء الناس ( بالفخ ) والضحك على عقولهم المحدودة جدا وأيهامهم بحياة وردية ومستقبل مشرق لهم ولعوائلهم وحل جميع مشاكلهم ، لا سيما وأن المرجع الديني ( علي السيستاني ) قد أفتى قبل أيام عن طريق مكتبه ( بحرمة بيع وشراء بطاقات الناخب الألكترونية ، وتحريم قبول المال أوالهدايا من المرشحين ، وأن هذه الهدايا من السحت الحرام لأنها تفضي الى أستحواذ الفاسدين من ذوي المال السياسي والنفوذ على الأصوات الكثيرة ، وفيه أعانة على الأثم والعدوان والتهاون في أداء الشهادة وأضاعة للأمانة وتفريط بالمسؤولية ، ويفتح بابا للرشا والغش والتزوير، وأن تقديم الهدايا أو الخدمات من قبل المرشحين مقابل أنتخابهم غير جائز شرعا ويعد ذلك من الرشا المحرمة شرعا ) ، من جانب أخر فأن لجنة الفتوى في المجمع الفقهي العراقي أفتت أيضا ( بحرمة بيع وشراء البطاقة الأنتخابية معتبرة أن ثمنها من السحت الحرام لما يترتب على ذلك من مفاسد شرعية وأخلاقية ) … فيما أصدرت المفوضية العليا المستقلة للأنتخابات أمس قرارا ( بأستبعاد المرشح الذي يثبت عليه شراء البطاقات الأنتخابية وملاحقته قانونيا ) .
ولكن !!! فيما أذا أصر الناخبين على أختيار من يمنحهم ( الرشوة ) كسابقاتها فأنهم ( واهمون ويتحملون الحرام شرعا ) ، وأن التعمد على الأستمرار في الخطىء والتغاضي والتغافل والامبالاة والأستغفاف والأختيارالعشوائي ، فأن هذا كله سيساعدهؤلاء المرتزقة في التوسع بأحلامهم المريضة في زيادة مواردهم الى المليارات من الدولارات على ( حساب المواطنين ) ، والأستيلاء علىأكبرعدد ممكن من الأراضي والعقارات الغير شرعية ( لحسابهم الخاص ) ، وبناء وأنشاء المحلات والأسواق والمولات التجارية الفاخرة والكبيرة من ( السحت الحرام ) ، وتأسيس الجامعات الأهلية الغير مبررة والتي ( تنهش أموال أمورالطلبة ) وغيرها من المحاولات الدنيئة التي شهدتها مؤخرا جميع محافظات العراق وخصوصا في العاصمة الحبيبة ( بغداد ) على حساب أصوات المواطنين ( السذج ) … فكفى أن نسمح الى هؤلاء السراق بالأستحواذ على أصواتنا الثمينة ، فأحذروا وأنتبهوا ياعراقيين .