23 ديسمبر، 2024 10:56 ص

أنبياء في الهواء الطلق !!!

أنبياء في الهواء الطلق !!!

للطبيعة البشرية العجائب والتناقض !
فمذ خلقت وهي الجموحة الطموحة ، المغرورة المتكبرة الحقيرة !
ميالة للشهوات ، والمفاسد والغرور ، والتكبر ، وقد عرفها الخالق بتعريف جامع مانع ( النفس إمارة بالسوء ألا ما رحم ربي ) !
وهذه المولعة بكل مشين من الأمور ، أختلفت والطبيعة البشرية للأنبياء والمصلحين ، والمؤمنين الحقيقيين الذين جاهدوا أنفسهم الأمارة بالسوء ، جهادا حقيقيا وواقعيا أفضى الى تبديلها بآخرى محبة للخير ، وناشدة للمحبة والأمان ، وتحلت بكل الفضائل ، وتمنت للبشرية السعادة والخلاص من الحزن والويلات !
أما بعض النفوس ، فما نفعها الأنبياء وتجارب المصلحين بشيء ، رغم تصدرها قوائم القيادات ، والواعظين وحسبوا بحال على المؤمنين ظاهرا !
فقد كانت لهم نفوس ، متسافلة واطية كرهت الخير ، وتعالت على الفقراء ، ونظرت لنفسها فيما تعلمته من بعض ما حرم منه الفقراء والبسطاء !
فصارت تحن للتعالي ، وتميل للحساب والتنقيب عن سقطات المؤمنين الذي تعثرت بهم التوبة ، أو زلت لهم الأقدام بفعل هنا أو قول وهناك ، لتجد جيش من المؤمنين الظاهريين يتسابقون الى ذكر عيب هذا ، وخطأ تلك ، وكأن رسالتهم تجسدت بنشر الفضائح والعيوب للعباد ، واهمين أنفسهم بعصمة لم يصلوا لها بعد ولن يصلوا !
وهذا الفعل وغيره الذي ترتكبه النفوس التي ما علمت أن الأنبياء والرسل والأئمة عليهم السلام ، كانوا قد كلفوا بأصلاح الناس ، بنية خالصة وأمنيات لرفع وعي من عشق الذنوب أو من دأب على الخطايا ، بروح المجاهد الذي سلك الطرق من أجل الوصول لطريق أمن ومستور عن القتل المعنوي لهذا العبد وأن كان متجاهرا للفسق فضلا عن الذي له ذنوب لا يعلمها ألا الله الستار وتسلط عليها لينشرها بين الناس للذة في عمق جوانحه تريد ذلك !
وقد زخر التاريخ بروايات عظيمة في النصح وحب الخير والتعامل النبوي والخلق السماوي مع المخطئين !
فهل جربنا أن رأينا خطأ عند أحد ، وراقبنا نفوسنا كم هي سعيدة لأنها رأت فلان بمعصية !!!؟
ولو رأه أحد الأنبياء أو أحد الأئمة لبكى ، كما بكى الأمام الحسين عليه السلام ، يوم نظر للقوم القادمين لقتله ، فقال أخاف على هؤلاء أن يدخلوا النار بسببي !
فكم حملنا من شعارات الأنبياء في كل الأتجاهات ؟؟؟
والمفروض نحن كما هم نريد هداية الناس كيف ما كانوا فقراء ، أغنياء ، سود البشرة أو بيض ، أطباء أو مهندسين ، فلاحين أو كتاب أو عساكر أو أو أو…
وطبقوا ذلك التكليف بهداية الناس وهم أنبياء وأئمة علا شأنهم ، ولا أحد منا بعظمتهم !!!
فهل أستحى ذلك الذي حفظ كلمتين ، وملأ رياء وعجب ، من أن يحمل نفس تواقة لفضح عباد الله تعالى والله يقول ( أستروا سفهائكم لعلكم ترحمون ) !!!
كلام موجه لي الكاتب الجاني ولكل من تصدر بنفس تشرب من أسن المياه النجسة !!!
ليكونوا أنبياء بالهواء الطلق !!!
وواعظين في خراب الروح !!!
وقيادات تأن من الفشل لتكون مهذبة تهب الخير وتحرض عليه قربة لله سبحانه وتعالى لا للسمعة ولا للرياء ولا لحب التصدي حتى تحمد لفعل دينوي توهمت بأنتسابه للأخرة خطأ !!!