المبادرة التي أطلقها السيد الحكيم لاقت ترحيباً كبيراً في الأوساط السياسية المحلية والإقليمية ، واعتبرها البعض خارطة طريق للوصول إلى نقطة الالتقاء مع الشركاء السياسيين ، وحتى الخصماء من دولة القانون عدّوها خطوة مهمة وجيدة وتصطف مع المبادرات الوطنية المهمة التي يطلقها لتخفيف الاحتقان السياسي بين الفرقاء وإيجاد الأرضية المناسبة من أجل أجراء الانتخابات البرلمانية وسط جو سياسي وامني مستقر ، بعيداً عن التشنجات وإطلاق الاتهامات المتبادلة بين السياسيين .
إلى جانب ذلك اليوم الجيش العراقي والعشائر الانبارية الغيورة والوطنية تقف في صحراء الانبار وعلى ضواحي مدنها واقضيتها لمواجهة زحف غربان الليل وجيوش الظلم ، وهم عازمون عل مقاتلتهم مهما كلفهم الأمر ، وليعلم الجميع أنها حرباً مفتوحة ، ولايمكن لها أن تنتهي بين ليلة وضحها ، لان القوى الأمنية ومن يساندها من العشائر تواجه ارهاباً دولياً منقطع النظير ، ولم يشهد له التاريخ ، ونرى ثارة المدمِرة في كل مكان من الدول الإسلامية والعربية ، وما يخلفه هذا الإرهاب من صورة بشعة عن الدين المحمدي السمح من خلال ممارسات مخجلة لم نعثر لها عل مثيل في جميع كتب التاريخ سوى على يد هذه الجماعة التي خرجت عن الإسلام والطبيعة البشرية .
اليوم يؤكد السيد الحكيم ويقولها في خطابه ” لن يسلم أحد من هذا الزحف الأسود …ومن السذاجة أن يتصور البعض أنه بعيد من الإرهاب الظلامي ،لان المسألة مجرد وقت وأولويات . ومتى ما اكتملت حدود دولة الإرهاب الإقليمي المزعومة “داعش” والممتدة من حلب ال الفلوجة سيشعر الجميع بحجم الخطر الذي سيصيبهم … وعل الجميع أن يستعد لهذه الحرب المفتوحة والطويلة والممتدة من بلاد الشام إلى الدول الخليج العربية مروراً بالعراق “
هذه القراءة الجيدة من السيد الحكيم جاءت مبنية على أساس القراءة الجيدة للوضع الإقليمي والدولي ، كما انه أرسل رسالة مهمة إلى الأخوة السنة ، أن الحرب والإرهاب سيشملكم ما لم تتيقنوا الخطر المحيق بكم ، لتنهضوا وتحرروا وطنكم الصغير الانبار من هذه الرياح السوداء ، وتقلوا كلمتكم في هذه الأصوات النشاز التي خرجت على الملاْ لتعلن التضامن مع الإرهاب والتكفير والذبح من على منابر تحولت فيما بعد إلى خيم لتصدير الإرهاب والمفخخات ، واجتماع قادة الإرهاب المدعوم من بعض السياسيين الذين يأخذون رواتبهم من أموال الشعب العراقي لتصرف على قتلتهم وذباحيهم .
الأكثر قسوة وإيلاما مباشرة بعض الأنظمة العربية بإدارة الحرب الإرهابية التكفيرية بصورة مباشرة عن طريق دعمها لتنظيم القاعدة الذي أسس أصلا تحت عباءة ما يسمى بالخلافة الإسلامية التي تتبناها السعودية كنظام وكعقيدة لتبحث عن ساحة جديدة وخصوم جدد سياسيا وعقائديا، حيث عدوهم الأمثل الشعب العراقي بكافة طوائفه وأعراقه مادام لديهم موطئ قدم خلّفه النظام الصدامي البغيض .
بعض الحكام العرب لم يخفوا مواقفهم الحقيقية مما يجري في العراق، فأصدروا التصريحات المنكرة بقصد النيل من شعبنا، من ذلك خوف احدهم من الهلال الشيعي، واتهام الآخر أتباع اهل البيت بعدم الولاء لأوطانهم، فيما وجد أمراء السعودية في المذهب الشيعي خطرا يفوق خطر الاحتلال الأجنبي، وان هذا الخطر سوف ينتشر في العالم، لتتحول مظلومية الشعب العراقي وما عاناه من اضطهاد وقتل جماعي طيلة أكثر من ثلاثة عقود الى ظلم للأقلية التي طالما حكمت هذا الشعب !
الأسئلة المطروحة اليوم هو هل تعي الحكومة العراقية هذا الخطر الحقيقي ؟ وهل قواتنا الأمنية هي الأخرى قادرة على القضاء على بؤر الإرهاب وحواضنه ؟ أم أن الإرهاب والقاعدة خاضع للتوافق السياسية ؟ وهل ستعي الكتل السياسية أهمية مبادرة الحكيم الأخيرة ، أم أنها ستحارب كما حوربت أخواتها من قبل ؟!!