9 أبريل، 2024 5:57 م
Search
Close this search box.

أنا و تجربتي في إصدار الصحف

Facebook
Twitter
LinkedIn

(صدى الفيحاء)
وأنا في مرحلة الرابع الإعدادي و لشدة حبي للصحافة خطر في مخيلتي أن أعمد لإصدار صحيفة صغيرة,, لكنها كانت في منتهى الصعوبة من حيث الطباعة لم تكن متوفرة بكثرة أنذاك ولغلاء سعر الورق اضافة الى عوامل أخرى , لكنني ذهبت الى خطاط جارنا أسمه أحمد الياسري واتفقت معه عن سعر الخط ليقوم بكتابتها لي خط يد واستفسرت عن سعر الورق والاستنساخ وعمدت الى صديقين او ثلاثة هم قريبون مني ( حيدر فوزي و أحمد هادي وفاضل المرعب) ليساندوني الأمر, وفعلا جلست واعددت الموضوعات ورتبتها وجمعت المسودات وكتبت مقالا افتتاحيا ووضعت أسما لها (( صدى الفيحاء )) و ذهبت الى مدرس الانكليزي ( رزاق علوش ) وكتب لي الاسم بالإنكليزية , ولم يبقى لي الا لمسات أخيرة أحترت في بعضها و قررت أن أذهب لمدرس لي أسمه (سعد الحداد ) وكنت متخوفا جدا أن لا يتجاوب معي أو يستهزئ تجربتي أو أن أحبط من ملاحظاته , منزله يقع في منطقة الاسكان ذهبت وطرقت الباب وقلت له أن في النية أن أصدر مجلة صغيرة ولم أكن اتوقع تشجيعه لي أو ثناؤه لتجربتي أو حتى استقباله لي بحفاوة عندما علم بأمري, وقال لي أكمل كل ما لديك وتعال لنجلس معا , الجلسة معه ليلا لم تغب عن مخيلتي أبدا فجلس هو وكأنه يتابع أمر صحيفة كبيرة يصدرها أسم لامع في مجال الصحافة , ارتدى نظارته الطبية و عمد الى قلمه الأحمر يشطب ويكتب ويصحح وأنا بكامل دهشتي تارة وأخرى أتمعن بما يجريه من تعديلات وخلال الجلسة التي أستمرت لساعات لم أشعر الا وانا صحفي لي تجربتي والا لكان قال لي بأنك فشلت , وفعلا خرجت منه أحمل عددا منقحا كاملا رائعا أحمله وكأني أحمل فلذة كبدي بين يدي , واول الصباح ذهبت للخطاط وطلبت منه أن يكتب ويصمم وبقي شيئا واحدا مبهما لدي , هل أقول ل (سعد الحداد) , أني سأكتب أسمه مشرفا لغويا أم أنه سوف يستهجن الأمر و قد يزعل مني ولا يتواصل معي بعد اليوم , تجرأت مرة أخرى وقلت له وقال لي ” أكيد أكتب أسمي ألم أكن قد أشرفت عليها لغويا ” وفعلا وضعت أسمه مشرفا وانا في غاية السعادة أنذاك , أضافة الى أنني أضفت قصة للقاص الكبير (حامد الهيتي ) وهي ايضا لها معانيها الكبيرة , ومن ثم حادثت فنانا كبيرا (سمير يوسف) وأجريت معه لقاءا قصيرا عن اعماله و تجربته وكان برأيي عددا في غاية الروعة, وخط العدد ووزع في الحلة و أوصلته لأغلب المحافظات عن طريق الطرود البريدية و تفاخرت حينها أن ذهبت به لمعاون المدرسة الأستاذ ( حبيب الزبيدي ) وكان خطاطا مميزا جدا وقلت له أستاذ هذا الخط أجمل أم خطك ؟ وكنت في غاية السعادة , وحصدت مجموعة من الآراء الجميلة والثناء الثري الذي زادني إصرارا أن أواصل واطمح و اكتب و أنشر و أصدر وكان هذا كله في العام 2000م وصدرت عن رابطة أسستها ( رابطة العراق للمراسلات الدولية ).

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب