واحدة من أهم اسباب تدمير العراق وتعمد فشل سياسات حكامه بعد عام 2003 هي الفوضوية والتخوين واعتبار كل من يعارض مسؤول او تابع لمسؤول على انه معادي للعملية السياسية ويتلقى بعدها التهم من الأرتباط بالبعث الى داعش ! وتطلق هذه التهم دون وازع من ضمير فأستحال العراق الى بلد خاوي وخالي من الخبرات والكفائات . وفي ضل هذه السياسة المريبة نهبت ثروات البلد واصبح مفلسا وهجر ما تبقى الكفاءات والخبرات بعد ان تم استهداف الكثير منهم وتصفيتهم بشكل منظم ! الغريب في المرحلة التي اعقبت الأحتلال ان الخطاب الوطني اصبح هدفا ً يجب التخلص منه وتلك طامة كبرى اذ اصبح كل من يتحدث بنَفَسّ وطني يتهم على انه بعثي ! ولازالت هذه السياسة متبعة حتى الآن رغم تخريب البلد وفقدان ثرواته واعلانه مفلساً وأن لم يحصل رسمي !
اتذكر في بداية الولاية الثانية للمالكي حدثت صفقة تم بموجبها رفع الأجتثاث عن السيد ظافر العاني والدكتور صالح المطلك من خلال جلسة خاصة للبرلمان ثم تشكلت الحكومة التي حصل فيها المطلك على منصب نائب رئيس الوزراء .
لكن الغريب في حكم العراق ان الكتل السياسية الحاكمة تمرر اشياء وقرارات من خلال مجلس النواب تخدم مصالحها بينما تحرك الشارع ضدها مع انها صوتت عليها وهذا جزء من الفوضوية في الأدارة وعدم احترام الوعود والعهود ولو دققنا في هذه النقطة نجد ان اغلب اعضاء البرلمان في كل دوراته قد نكثوا في اليمين الدستورية !
ذات يوم اراد صالح المطلك ان يزور مدينة الديوانية ليعثد اجتماعا فيها لمنافشة الخدمات المقدمة ومتابعتها وسبق له ان حقق اجتماعات مشابهة في عدد من المحافظات ومنها النجف وكربلاء ومحافظات اخرى .
المهم ان المحافظة قد حولت كتاب الزيارة وعقد الأجتماع الى جامعة القادسية لغرض تأمين القاعة المناسبة وما كان من الجامعة الا ان ترحب كون الزائر هو نائب رئيس الوزراء ومعه عدد من السادة الوزراء .
وحصلت الزيارة وفي نفس اليوم امتلئت شوارع المدينة باللافتات التي تقول برفض عودة البعثيين وكلا لأستقبالهم ! السؤال هنا من جاء بصالح المطلك ليكون نائب رئيس للوزراء اليس البرلمان الذي يشكل فيه الأئتلاف الوطني اغلبية ؟؟؟ في عصر نفس اليوم كنت في محاضرة في الجامعة ودار نقاش حول موضوع الزيارة وقد اشتركت في النقاش وقلت اليس صالح المطلك نائبا لرئيس الوزراء بفعل قرار البرلمان وتم التصويت عليه وان في البرلمان اعضاء الأئتلاف الوطني وهم اغلبية . وبرغم انني لا ارتبط بالرجل ولابكتلته لكن الكارثة انه وبعد انتهاء المحاضرة وقبل ان اخرج من القاعة جائني رجل وحاول ان يستفزني وطلب مني ان احضر الى اللجنة الأمنية في المحافظة ! سألته لماذا ؟
قال لأنك تثقف لصالح المطلك !!!! وبعد تلك الزيارة حصلت أمور كثيرة راح ضحيتها بعض الشرفاء الأبرياء وتم تهميش الكثير من الكفاءات والخبرات !
منذ تلك اللحظة وقبل اكثر من 3 سنوات ايقنت ان العراق متجه نحو الهاوية نتيجة للأحقاد والطائفية والفوضوية والأمية في الأدارة ! وبالفعل حدثت كوارث ولازالت تحدث نتيجة لتلك السياسات التي أهلكت البلد وحولته الى بلد متخلف فاشل في كل شيء أِلا في الظلم —