أنا: بالله عليك الا تفجع قلبك هذه الدماء ؟
الدكتاتور :الجلوس في القصر اولى وأشهى وان كانت أركانه قد شيدت من جمامم الفقراء.
أنا: ياسيدي وماطعم القصر ان كنت لاتستطيع الخروج من بابه وماطعم القصر والامهات قتلهن أنين الفواجع على قبور اولادهن؟
الدكتاتور :كل شيء يهون حتى الذين يموتون من أجلى فقد خلقوا ليحموني وأنا ابن هذه الارض وحدي وتاج الحكم لايلق الا على رأسي.
انا :على مهلك ياصديقي فقد تدور الدنيا يوميا وتخرج ذليلاً من قصرك؟
الدكتاتور :لاتخف ، لن تدور مادام هناك من يدافع عني من اولاد ومن خدعوا بي ثم الا تنظرُ إلى هذا القصر الكبير وإلى قاعاته وإلى باحاته وإلى حدائقه وإلى الوجوه الحسنة وإلى اصحاب البدلات وإلى الجهاه مالك تقول مالايعقل ؟
أنا : لكن أيها الحاكم الذي لايحكم الا القصر، كل الذين تشبههم ذهبوا بلا رجعة، ررمتهم شعوبهم من فوق القصر إلى اسفله هل تتذكر القذافي وزين العابدين والسيسي ومبارك .
الدكتاتور : لاعليك التأريخ لايعيد نفسه كثيرا ثم كل من ذهبوا خربت بلدانهم من بعدهم وتحولوا إلى جماعات وعصابات ومجاميع خارجة عن القانون فكيف تريدني ان اخرج لتدمر العباد والبلاد؟
أنا : اذا اردت أن تبقى عمرا طويلاً في الحكم عليك أن تقول لشعبك الحقيقة الغائبة هم اشبه بقطيع دجاج يذبحون لكنهم لايعرفون من يذبحهم، عليك أن تقول لهم من يقتلهم الان؟ ومن يفجر بهم؟ ومن ضيع البلاد؟ التأريخ اهم من الحكم المعوق.
الدكتاتور : الشعب يعرف جيدا من يقتله وهو صامت وقد شكلت لجنة للاجابة على كل تساؤلاتك،فاللجان هي التي تشفي القلوب.
انا : من يخلف البلاد بعد موتك؟
الدكتاتور : هذا سؤال ساذج بالتأكيد ابني البكر فقد قومته منذ نعومة اظافره على إدارة الملف الأمني والخدمات والمخابرات والاعمار والاسكان والتعليم والصحة والرياضة والشباب والهجرة والمهجرين والنازحين ومخيماتهم والتربية والنفط وهو الوحيد القادر على حل المشكلة بين بغداد واربيل وترسيم الحدود وحل الصراع بشأن قانون العفو العام وحل توزيع الهيئات المستقلة اما انا اما ابني لاثالث لنا ولارابع.
أنا : يعني ذلك انك جعلته مسؤلاً في قصرك لهذا السبب؟
الدكتاتور: نعم كل الحكام لايثقون الا بأولادهم ؟
أنا : لكنك نسيت ملك قصر تميم الذي طرد والده حمد بن خليفة آل ثاني من المطار وأخذ مفاتيح القصر بالقوة.
الدكتاتور : القصر لمن يحكمه والقصر لم يؤسسه والقصر لمن يشغله والقصر لي وحدي أنا حتى يأتي ملك الموت.
انا : ياصديقي بمناسبة الحديث عن ملك الموت، اهل بلادك يموتون جوعا ً وخوفا ً وارهاباً وأنت لايهمك الا القصر؟
الدكتاتور : ازعجتني كثيرا وكأنك محام ٍ عنهم لا عليك هم الذين يقدمون اولادهم ضحايا من اجلي وهم مقتنعون بذلك وهم الذين اعلنوا صراحة أنهم سيدافعون عني حتى رمقهم الاخير ، هم يستسهلون الموت ولايستصعبونه مثلك، ابناء بلادي يدافعون عني حتى لا اقطع اوردة رؤوسهم من الرأس إلى الرأس.
أنا : لكنك الا تخاف ان تصبح مثل مرسي والقذافي ومبارك وزين العابدين؟
الدكتاتور :هولاء لايجيدون فن التخدير ولا (المغذيات) وانا الذي امنح شعبي ارنبا اذا اردوا ارنبا وامنحهم ارنبا اذا اردوا غزالاً، هم يعرفون أنني اجيد فن الكذب وتدوير المفردات لكنهم مقتنعون بما اقول فما شأنك أنت؟
أنا :ياصديقي أنه صوت الأغلبية يريد اسقاطك ويقول عنك حاكم القصر لا البلاد؟
الدكتاتور : الم تسمع قوله تعاله واكثرهم للحق كارهون والم تسمع ايضا قول السلف الصالح : لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه، العرب عكس الغرب ، الاقلية تخاف من الاكثرية والاقلية على حق والاكثرية على باطل وصوت الناس(العوام) لم يكن يوماً مغيرا في التأريخ وكل التغيرات عند العرب تبدأ بغرف مظلمة وببيان رقم واحد.
أنا : لكن البلاد تنهار وأنت لم تفعل شيء سوى التهديد والوعيد عبر خطب ركيكة البناء واللغة؟
الدكتاتور : لا تكذب ولاتفتري البلاد في قمة رقيها وهي البلد الاول وسنصدر الكهرباء والماء والدماء ونحن البلد الأول الذي يصدر العوائل إلى الخارج وها انت ترى الجسور وحركة الاعمار والمستشفيات وبل انني تبرعت بقطعة ارض لدفن الموتى مجانا بل مقابل أي حاكم يفعل ذلك لا تكذب ولاتشغل الناس عن الصلاة فكل ماصنع الأنسان زائل.
انا : دع الشباب يقودون البلاد لعلهم يعالجون كل مشاكلك أو بعضها ؟
الدكتاتور : كيف تطلب مني أن امنح القصر والعباد والأرض إلى شباب الفيسبوك وتويتر واليوتيوب ولو تركت الحكم الان لتحطمت البلاد على عقبيها مالك تطلب مالاطاق الا تعرف أن الخروج القصور الخروج منها اصعب من طعنة خنجر في قعر القلب.