18 ديسمبر، 2024 7:13 م

أنا وإبنتي والسياسة ننتظر هيرمجدون !

أنا وإبنتي والسياسة ننتظر هيرمجدون !

وقبل حين جاءت أميركا بقضها وقضيضها ، بعدتها وعتادها ، بنتانتها وقبحها ، بخيلها وخيلائها ، بغطرستها وظلمها .. جاءت تحمل معها فنون الدمار وتفسّخ الأخلاق ، جاءت ” لتحرر ” العراق من اهله وتناست أن تحرر نفسها من الدنس من الغزاة الصهاينة  الهمجيين . وهناك من الأدعياء من فرح بهذا القدوم كل على طريقته الخاصة ، فمنهم من أولم ” الهبيط ” ، ومنهم من عمل ” الهريسة ” ليتبارك بها محتسو الخمور ، ومنهم من ” قبض ” ليسكت ، ومنهم من علّم الغزاة اللطم وفق أحدث الطرق ، ومنهم من عمل سمسارا على طريقة الجاهلية الأولى . ومنهم من عمل ” بشرف ” فكان مصيره أن تحول من راعي معز الى ” ملتي ملياردير ” ينثر أوراق النقود على رؤوس العاهرات في النوادي ، ومنهم من نا ….. م على وسادة مخملية في ليال حمراء تسر الناظرين ، ولم يكتف بالنـ ….. وم على تلك الوسادة بل جلب معه حليلته المحرومة من ترف النـ … وم ، لتجد أحدث الطرق المبتكرة بذلك .. ومنهم من إعتمر عمامة وذهب ” لأداء ” فرائض لم نسمع عنها منذ أن كنا صغارا ولحد الآن ، ومنهم من كوى جبهته بقدح الشاي ليعلن عن إيمانه الجديد الجديد وفق طريقة ” الآيات ” التي تأكل الطعام ولا تمشي في الأسواق ؛ وفي الجانب الآخر من الناس هناك من نفذ بجلده وجلد عياله لينجومن غضبة فرعون وهامان وجنودهما ، ومنهم من لجأ الى دول ” الكفار ” ليجد دينا بلا مسلمين ! .. ومنهم من حلق شاربيه وإرتدى ” المايوه ثم توارى بين فيروز الشطآن طلبا للمتعة المؤقتة او الدائمة .. ومنهم .. ومنهم .. ومنهم  .. فكان آخرهم ذلك الذي إعتمر عمامة ثم أصلح مؤخرته التي تدر عسلا ! ومن هؤلاء ” المنهم ” رجل لم يستطع المكوث في دهاليز العمر أكثر مما ينبغي فقرر التمرد على كل شئ إلا المحتلين ! .. فراح ينظم الشعر والقصائد التي تمجد الأميركان وعراقهم الجديد غير الملوث بالطائفية والإثنية والفئوية ، عراق لم يبتلى بالعصابات ” المؤمنة ” التي تتبع العصاير ، آسف العصايب ، ولن تتبع جيش الكعبة والمهدي وبوكو حرام والكتائب والجبناء ، اسف ، النجباء ، وباقي ثلة المؤمنين .

كل هذا يجري وبعض من ” المنهم ”  نائمون في أحضان السمراوات والشقراوات يتبادلون الأنخاب ” الاسلامية ” بكل فخر وإعتزاز ، فتبدل الحال من مقارعة المحتل الى مقارعة بعضهم البعض ، فمنهم من طغى وبغى ولغا ورغا وثغا ، ومنهم من إنبطح وإنسدح وإنكشح وإنشرح ثم إقترح على إستيراد المزيد من العتاد ليخرق سفينة الناطور بعد حين ، أما الطغاة فهم الأبناء النجب لأقوام إختلفت في مسألة معقدة الأركان مبهمة الجوانب : هل يتبول الرجال وقوفا أم يفعلونها جلوسا ؟ وما هي الأطر اللازمة من اجل إستنباط الأحكام الخزعبلية الناجزة لذلك ؟ حقا أن شر الدواب هؤلاء .

إبنتي الحبيبة :

لا أدري ماذا كتبت آنفا ، فأبوك مصاب بلوثة من الحمى ، وبمس من إبليس فبات لا يدري ماذا يقول او يفعل ، المهم انه يكتب إليك والسلام ، لكن الواضح في الأمر أنه يضعك بين المحجر والمقلة لايرضى بغيرك بدلا . وبكل مرة يراك فيها اجمل من المرة السابقة بملايين المرات ، ترى ، مالذي يجري بالضبط حبيبتي ؟ أبلغت ارذل العمر ، أم أني نُكصت على أعقابي فتقهقرت دون أن أترك أثرا يجعلك تفتخرين بأبيك ؟ أعرف أن الإجابة عن تلكم السؤالين بحاجة الى فصاحة وحصافة ، روية وتدبر تجعلانك في مصاف البنات الراقيات ، فالعالم – كل العالم – لاينظر للمرأة على أنها مخلوقة من مخلوقات الله لاتختلف عنهم ، بل يرونها وسيلة لإشباع رغباتهم الحيوانية البهيمية ، وهم يتناسون أمهاتهم وأخواتهم ، ولا أقول زوجاتهم ، لأنهن هربن مع الخيط الأبيض من الفجر ! هربن يبحثن عن ” ذكور ” تائهين هائمين على وجوههم دون أن يلامس الماء الطهور اجسادهم ، وتلك فتوى أصدرها ” إمام العصر والأوزان ” جناب الباشا المستير .

غاليتي :

أتعلمين إن أباك قلق اشد القلق من اناس لاتدري من هي وما هي ؟ اناس تسوسها الاحداث واصحاب الاسنان اللبنية الذين لا يجيدون  إنشاء جملة مفيدة واحدة ، فيميلون كل الميل دون علم ودراية انهم سيسحقون بأقدام الفرس والروم ، وما من ” هيرمجدون ” جديدة تاتي على اخضرهم ويابسهم بذات الأوان المفقود . إنها إدراك بلا مبرر ، فليكن مايكون ، المهم انهم ينشطرون كالأميبا او كخلية سرطانية عاتية لن تؤثر فيها جرعات من الكيماوي المزدوج ولا المنفرد . خبزهم مسروق وهم صامتون ، أموالهم يتاجر بها الركبان من بني قريضة وهم صامتون ، نساؤهم تبحث في اكداس المزابل عن العلب وهم صامتون ، عيونهم ملأت بالدود الاحمر وهم صامتون ، مقاعدهم تشتكي كثرة الجلوس والرضوخ حتى أصيبت بتقرحات وهم صامتون صامتون ، اتدرين لماذا ؟ الجواب بسيط جدا ، أنهم للمختفي يمهدون ، ويحفرون مخالب الصخر وهم يعلمون انه لا يخرج ولن يخرج حتى لو انطبقت السبع الطباق على بعضها .. لن يخرج حتى لو فاض التنور والتقى الماء على امر قد قدر ، انها لعبة مهترئة قد تنطلي على السفاسف الجاهلين ، لكنها لن تمر دون حساب .

الأمر جد مخيف ، مهول ، فالدور المرسوم لداعش شارف على الإنتهاء بعد أن استنزف اموالا وأرواحا شتى ، وبدأ دور جديد سيقوده الحرس الثوري دون حماية من البيزنطينيين أو آل عصمان ،  دور سيخلده تاريخ الذين حاروا من قبل أن يُخلقوا ، من هو احق بالإمامة والخلافة ؟ هل هو زيد أم عمر ؟ ولابد من فصل الرجال عن النسوان في الدوائر الرسمية واشباهها كي لاتسود رذيلة السيغة من جديد ويعم اولاد الحرام ويملأوا المجارير … لم يبدأ أولئك بأنفسهم بل بداوا بنا ليعلمونا سوء الاخلاق واللعب على حبال الطائفة والفئة . وختاما .. لقد كسروا الضلع بعلم الزوج ، والزوج لم يفعل شيئا لكنه نصب خيمة ظل ينوح بداخلها الى يوم يبعثون .. هانت ايها الرعاع ، كم تبقى من السبعين عاما ؟ ست وخمسون سنة فقط ، ولا عزاء لكم ايها الشعب الصامت . وعجبي .