8 مارس، 2024 12:06 ص
Search
Close this search box.

أنا وأصحاب ( التكتك )

Facebook
Twitter
LinkedIn

لستُ كاتبا محترفا ولاصحفيا يُشار له بالبنان ، لكنني أمتلك شيئا متواضعا من اللغة نؤهلني أن أنقل وأترجم افكاري الى القارئ الكريم ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه … وبلغة بسيطة أتحدث لكم ومعكم حول مشهدَينِ مؤلمَيْنِ صادفتُهما وسجّلتهُما عدسةُ أفكاري
المشهد الأول : سائق تكتك شاب في مقتبل العمر وفي ليلة شتائية باردة كان يقود التكتك وفي أحضانه طفلةٌ بريئة لم يتجاوز عمرها السنتين
المشهد الثاني : سائق تكتك كتب على مؤخرة ( تكتكه ) ( ماعشت دور الطفولة ولاتهنيت بشبابي ) … ركبتُ مع الأثنين صدفة في وقتين مختلفين وقد أثارا ( فضولي ) فحاورتهما : سألتُ الأول : لماذا تحمل معك هذه الطفلة البريئة في هذا البرد القارص ؟؟ فأجابني :: ياعمُ أنا مسؤول عن عائلة وأطفال وفي هذا الوقت هناك منع لسير وحركة التكتك وان رزقي على التكتك فاذا حاسبوني أتحجج واقول ان ابنتي مريضة وانا ذاهب الى المستشفى لعلاجها …… وسألتُ الثاني : ماهذه العبارة الحزينة على مؤخرة التكتك ؟ فقال : هذا ملخص حياتي ، طفولة بائسة وشباب ضائع يسير نحو المجهول …. شعرت خلال حواري معهما بأن هناك جسورا تربطني معهما ، فتذكرتُ طفولتي وشبابي وصراعي مع الحياة بحلوها ومرّها … سمعتُ كلامهما الذي يُبكي الصخر وشممتُ فيه رائحة الحزن والأسى والهموم والأحزان والحسرات والتساؤلات والحيرة والضياع وشعرتُ بأن هناك جراحاتٍ عميقةً تنزف في قلبيهما ، وأيامهما يسكنها الصمت ُ وتغمرها ظلمةُ الليل … سمعتُ كلامهما الذي يقطر صدقا ويعزف سمفونية تحكي قصة الجوع والفقر والضياع … سمعت كلامهما الذي يصلح ان يكون مسرحية تراجيدية من مشهدين تحكي قصة الطفولة البائسة والفقر ……..( الله موجود ) هكذا ختما حديثي معهما وكأنني أسمع صوتا مدوّيا يصل الى عنان السماء واسمع صداه يتردد من قاع بئر عميقة … وهنا نسأل من ينقذ الآلاف من هؤلاء ؟؟ ومتى تُحل مشكلاتهم ؟؟ سؤال يهز الأعماق ويدعو الى الحزن حد البكاء لأن الفقر ( كاد ان يكون كفرا ) وان وجود الغنى الفاحش بجانب الفقر المدقع والعوز في مجتمع واحد يؤدي الى الأنفجار … والفقر هو صنو الجهل والمرض ومتى ما اجتمع الثلاثة ( الفقر والجهل والمرض ) كفر الناس بالدولة ومات في النفوس كل شعور وطني .. وهنا اعود الى ( مربط الفرس ) واقول من ينقذ الفقراء ومن يمسح دموعهم ؟؟ اذا ماعلمنا ان الفقر يؤدي الى الذل والشقاء والأنحراف والجريمة … والى متى تتدحرج اجيالنا نحو المجهول ؟؟ سنوات عجاف مرّت وأكلتْ ونحتتْ من ( جرف ) عمرنا وخلّفتْ وراءها كروشا مملوءة بالسحت الحرام على حساب الجياع حيث سرقوا لقمتهم وسرقوا مستقبل اجيال كاملة … سنوات عجاف خلّفت جيوشا من الفاسدين يتناسلون كل يوم ويصلّون في الليل ويسرقون تحت الشمس … سنوات عجاف خلّفتْ ازمات تعقبها ازمات بسبب سوء الأدارة وعدم وجود الأرادة الوطنية وغياب الضمير وحب الوطن وعندما يموت الضمير يُصيح كل شيئ مستباحا ويحضر الظلمُ والجشعُ وتموت القيمُ … وهنا نتساءل ونقول أما آنَ لنا كشعب ان نرتاح في ظل عجزٍ واضح لدى مفاصل الدولة ؟؟ وهل هناك أفق لحل مشكلة الفقراء والعاطلين ؟؟ وهل هناك بصيص من الأمل والنور قي نهاية النفق المظلم و ( الأنسداد ) السياسي ؟؟ ومتى سينتهي صراع ( الأخوة الأعداء ) والذي يدفع ثمنه الملايين من ابناء شعبنا المظلوم ؟؟ أسئلة أتمنى ويتمنى اصحاب التكتك ان نسمع لها أجوبة من اصحاب القرار فهل من مجيب ؟؟ اقول وأعيد ماسمعته من صديقَيّ اصحاب التكتك ( الله موجود ) .. ولسان حالي يقول ::
( لقدْ أسمعتَ لوْ ناديْتَ حياً لكنْ لاحياةَ لمنْ تنادي ) ……..
السطر الأخير :: قال تعالى عزّ في عُلاه ( وَقِفوهُمْ انّهم مَسؤولون ) صدق الله العظيم / .. الصافات / الآية 24./……………. اأنا وأصحاب ( التكتك )لسلام عليكم

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب