23 ديسمبر، 2024 5:45 ص

أنا من فصيلة للباندا

أنا من فصيلة للباندا

لطالما تشعرنا فكرة نحن والقرود أبناء عم وان انطلاقتنا واحدة كما تقول نظرية التطور للعم دارون بالأنزعاج والنكران وأحيانا الاشمئزاز. القول بأن اصل الانسان قرد او نشؤء مشترك حتى لو ثبتت علميا لا اجد ما يشدني الى الايمان بها او نكرانها .لكنني افضل ان انتمي لفصيله مخلوق اخر اكثر جمال ودفىء من القرود،لا لسبب علمي وإنما تجتذبني صورة وجهه الاليفه وعيونه الممتلى انسانية اكثر من الانسان . 
ثم غرابه اخرى انه كائن يحب العزله  يقضي اغلب وقته وحيدا،وكأنه اكتشف ان الحياه لاتحياها بصوره متكامله الاحين تكون وحيدا لان الوحدة استقلال كما يقول هرمان هسه،لعل الوحده تنقذه من وحشه الحياه مع الاخرين واللقاء بهم . وحتى طريقه تعامله مع فقدان احد من اقرباءه او زوجته علامات الحزن والوقوف بصوره حزينة ومعبره جدا تذهل المقابل لما تحمله من عميق الاثر تجعلني اقف حبا وجمالا لهذا المخلوق الممتلى حب وعاطفه وبهاء .
حجمه الذي يوحي على تواضعه وجماله ولايوحي بأي خوف او قلق حين تكون بقربه مع انه ينتمي لفصيل الدببه إن اكثر ما شدني اليه اننا نتقارب بالوزن وزني دوما قريب من وزن الباندا .والاكثر غرابه ان اغلب البدناء بالعالم هم اصحاب نفوس بيضاء وقلوب نقية وبسمة تملىء وجوههم كل الوقت  وهذا سر اللون الابيض والاسود الذين يحملهما الباندا كألوان مميزة له.الباندا مخلوق ولا أحب ان اناديه بالحيوان، يفضل ان تكون عائلتة صغيرة اذ يلد مخلوقين اثنين فقط ويحافظ عليهما وهي فكره الان منتشرة  جدا لدى الانسان المعاصر صغر العائلات حتى تستطيع الاسرة ان توفر الاحتياجات بصورة صحيحة والعيش بطريقة مناسبة مع التغيرات الاقتصادية الكبرى فكرة  اخرى تعلقت بها ايضا. يتميز عكس ما هو شائع بأنه نشيط جدا،غير كسول ،يعمل بجد من اجل توفيرالطعام لأسرته، ويعشق تغير مسكنة من وقت لاخر. واجمل ما في هذا المخلوق انه يعشق الخصوصية ولا يسمح لأحد ان يتطفل على حياته ومسكنه .الباندا مولده الاصيل في الصين ويواجه خطر الانقراض والعالم كله يحاول ايجاد وسيلة من اجل استمرار وجوده ،اتصور شكل من اشكال الاحتجاج يقدمها لنا الباندا حين يرفض ان يستمر وجوده على ارض رحل عنها جمال الانسان ونقاءه روحه وتحول الى وحش مفترس وظيفته الافتراس اي كان ما يفترسه .لاأعرف لماذا اكتب عن الباندا لكنني ارى نفسي به وأتالم لخسارته وجوده وأعلن بأنني من فصيلة الباندا .
ومضة :
إن الإنسان حقا لأشد الحيوانات فظاعة.
فريدريك نيتشه