22 ديسمبر، 2024 7:32 م

عندما يقول الباري في محكم كتابه الكريم، لرسوله؛ (صلواته تعالى عليه وعلى آله)، ((أنك لعلى خلقُ عظيم))، هذا دليل على أنه متسيد الاخلاق على الوجود كله، وكلمة عظيم اشتقها الجليل من عظمته ليضعها في وصف خُلق النبي الكريم، التي لو لا عظمت أخلاقه، لما أنتشر الاسلام، وبهذا نصل الى نتيجة حتمية، وهي أن الدين أخلاق، فمن ساءت اخلاقه، فلا دين له.
للزمن شواهد كثيرة، ومن هذه الشواهد التي ذكرها الائمة(عليه السلام)، وكذلك المؤرخون، والكتاب على مر الزمن، من عصر الجاهلية، الى ساعة نزول الاية الكريمة، كان الرسول يسمى الصادق الامين، لم يوصف أحد بها قبله، في تلك الارض المقدسة، ورغم كل ما مرَ عليه من أذى، ومقاطعة ومحاربة، له ولأهل بيته، كان رحيما يعفو عن الذي يسيء له، ويدعو له بالمغفرة.
كانت علاقة الحسنين مع جدهم؛ علاقة جد مع احفاده يحبهم؛ لانهم أبناء بنته، كما يدعون بعض شذاذ الخلق، وانه شيء طبيعي يحبهم ويقربهم، كونهم أبناء بنته الوحيدة، وليس لديه اولاد لذا اعتبرهم أولاده، لكي يكونوا لهم وسط المسلمين مكانة بين الناس وهذا يعتبر بحد ذاته، نابع من الاخلاق الايمانية، أتجاههم، وهذا الامر فيه مغالطة كبيرة، قد يقنع طبقة سطحية التفكير.
أن العلاقة ارتباط روحي، و رباني، ورسالي، لذا فهي تكملة لصفحة، جهادية، و رسالية، لطريق رباني، تجسد بحبل بين الحسين وجده(صلواته تعالى عليهم)، فقوله( حسين مني وأنا من حسين) هي في الاصل أرتباط في كل الجوانب، التي جعلت الامتداد الرسالي مستمر بلا أنقطاع، وليس هذا فحسب، بل أن الامر يكمن في كيفية، ما في الحسين، يأخذ منه الرسول الكريم( صلواته تعالى عليهم).
بكاء الرسول عندما أخبره جبرائيل (عليه السلام)؛ بمقتل ولده الحسين، في يوم ولادته، هو بمثابة تشريع ألهي، للحزن على ريحانة الرسول(صلواته تعالى عليهم)، وبهذا أصبحت شفاعتنا ووسيلتنا بيد الباكي والمقيم الاول لعزاء الحسين، والمبكى عليه، المقطع في فلوات كربلاء.
في الختام؛ ذرية بعضها من بعض، الا في الحسين فبكائه يوجع قلب جده، عندما يسمعه، فياتي راكضا حافيا، ويطرق باب سيدة نساء العالمين( عليها السلام)، فيقول: اسكتوه، فأن بكائه يؤلمني، أذن الحسين قلب محمد(صلواته تعالى عليهم) وهذا تجسيد لقول:(أنا من حسين).