أنا لست من دعاة الحرب, ولا قارع طبولها, بل من دعاة السلام والوئام, وباحث عنه, والساعي إليه.
لا أحب أن ينتهي بنا الأمر مع السعودية, إلى ألجوء إلى أخر العلاج, وآخره الكي, كنت أتأمل وأتوسم, بان السياسة هي الفيصل بيننا!
لكن على ما يبدو أنها لا تجدي مع الحفاة نفعا, من حكام آل سعود, بل العكس, أصبحت السياسة سبب تمردهم, والى ما وصلوا إليه من إستهانة واستهتار بالمنطقة.
بعد فاجعة إستهداف مجلس فاتحة عزاء باليمن, آدا إلى أصابت وإستشهاد المئات من المدنيين, المعزين بصنعاء, وهذه الجريمة, تعد من أكبر الجرائم بحق الإنسانية, يندى لها الجبين, وتضاف هذه المجزرة, إلى موسوعة جرائم العالم الكبرى, و من أروعها وأفظعها دمويةً. ليست هي الأولى من نوعها, بحق المدنيين باليمن والعراق, من قتل أطفال ونساء وشيوخ.. قام الطيران السعودي قبل هذه الجريمة, من قتل أسرة المواطن اليماني”احمد حسن” وزوجته مع 4 من أطفاله, بمحافظة حجية.لم تقتصر هذه الجريمة البشعة, وحسب بل هنالك أفظع منها, بتاريخ13مارس2015 قام الطيران التكفيري بقصف نحو40 نازح, وإصابة أكثر من 200 آخرين بمخيم المزرف.من الشئ الوضيع الذي لا يمكننا إدراكه, أن السعودية تقاتل بدون أخلاق, تمادت وأفرطت بالقتل, وزادة به إجرام, في 30يونيو/2015 أستشهاد نحو92 وإصابة 300 آخرين, في مجزرة مروعة, بمنطقة فج بالعاصمة صنعاء.. وأيضا بتاريخ/ 28/ سبتمبر/ 2015 أستشهاد 130/ مدنيا وجرح آخرين, بمحفل عرس بتعز.
ولا يسع المجال لذكر كل إجرامهم. عشرات بل المئات من الجرائم باليمن والعراق, ناهيك عن المجازر الحاصلة, والدماء التي سالت بالعراق, على أيديهم, ولا أريد التطرق بتفصيل هذه السنوات الماضية, أريد فقط أبين عدد الشهداء والمصابين خلال شهر واحد.. جراء شهر يونيو/ حزيران/ من مطلع عام 2016 ,أعلنت الحكومة العراقية, الحداد 3 أيام, على أروح المتبضعين, قبل أيام العيد, بمجمع الكرادة ببغداد, جراء انفجار سيارة ملغومة, أدت إلى استشهاد662, وإصابة نحو 457 مدنيا, وذكرت الحكومة أيضا بالشهر نفسه.. أستشهاد نحو 382 شخصا, وإصابة1145 آخرين, جراء تفجيرات ببغداد, ومحافظتي صلاح الدين و ديالى, وكانت حصة بغداد, الأكثر دموية, من بين المحافظات, ولنكتفي بهذا القدر من القتل..
نترك بقية التقتيل لتلك السنوات الفائتة, من تهجير ونحر الرقاب, واكل القلوب, و مضغ الأكباد, تحت مسميات كانت ولازالت حانقة قابضة بأسنانها, حقدا وكرها, عصابات تقودها الحكومة السعودية.. والأخيرة التكفيرية أجهدت ألساسته والسياسيين و الدبلوماسية العراقية واليمنية من أجل إيجاد الحل والسلام والعيش بوئام, لكن دون جدوى.
بعد غظ الطرف لسنين, ومحاولة التقارب بالحوار, ما عاد ينفع شئ بالعراق! إلا تعتقد قرع طبول الحرب مع الأضداد هو الفيصل من أجل إحلال السلام.