المشروع الامريكي في العراق، اصبح تهمة شبه جاهزة، يرمى بها كل من لم يتفق في توجهه او مواقفه مع محور معين، وبالتالي اصبح شماعة لتسقيط الخصوم، وبالتالي إيجاد هوة كبيرة بين الكتل السياسية، ليتم تقسيمها دولياً لا وطنياً، وهو امر غاية بالخطورة، ولتتضح سمات المشروع الامريكي من خلال مواقف نقيضه، لكي نتعرف على ما يقصده بهذه التهمة .
سمات مطلق التهمة ومواقفه، ممكن ان تعتبر أساساً لتحديد معيار المشروع الامريكي وأدواته، من خلال سلوكه وتصريحاته ومواقفه، وبالتالي ستتضح شخصية ومشروع المتهم بالأمريكية !
تشكيل تحالف مطلق التهمة، تميز بتحالف الشخصيات المتناقضة، والتي كان عدائها لبعضها احد أسباب الأزمات التي عصف بواقعنا السياسي والمجتمعي، ومنهم السيد المالكي رئيس وزراء العراق السابق، الذي في زمنه سقط ثلث مساحة العراق بيد تنظيم داعش، وامتازت دورته الاخيرة بالفشل الحكومي وضياع الموازنات، وامتازت بالانغلاق على الذات واستعداء اغلب الدول المجاورة من خلال الخطاب المتطرف .
خميس الخنجر وأبو ريشة وغيرهم من متطرفي الجانب الاخر، حيث تميزت مواقفهم السياسية، بالتطرف والطائفية والاقصاء، واستعداء مكونات مجتمعية باكملها، ووصفهم بالعمالة والتبعية، ليكون سمة اخرى لهذا المحور المناقض على حد تعبيرهم للمشروع الامريكي وأدواته .
امتاز السلوك السياسي لهذا المحور، بالضجيج الإعلامي وتخوين الاخر، وتزوير التواقيع وتدليس الأدلة في اول جلسة برلمانية تعقد، ليتميز سلوكهم بالتناقض والعدائية تجاه الآخرين، كذلك رفض المشروع السياسي الاخر الذي يعلن الأغلبية الوطنية .
الأغلبية الوطنية تتسم بوجوب وجود حكومة وطنية ومعارضة وطنية، للخلاص من الخطاب الطائفي، الذي ينصب فئة مدافعة عن مكون معين، وفئة اخرى تدافع عن مكون اخر، لتظهر الصورة وكأنها صراع مكونات، وكذلك ضرورة عدم اشراك الجميع في الحكومة للخروج من مظهر حكم الجميع ومعارضة الجميع، لتتضح المسؤوليات ليتضح الفاشلون والناجحون، وكل ذلك يقع في خانة عقلنة النظام السياسي والممارسة السياسية .
تهمة ( المشروع الامريكي ) تتميز بنقيض ما ظهر من سلوك ومواقف وشخصيات المحور الاول، وبالتالي نستطيع ان نستنتج سماته خصائصه ومواقفه، وان لم تكن بمستوى مقنع، ولكن الاطلاع على المحور الاول وما تميز به، فاني أعلن أني اقرب الى المشروع الامريكي، بل أنا معه !