8 أبريل، 2024 8:38 ص
Search
Close this search box.

أنا متعصب

Facebook
Twitter
LinkedIn

نادرا ما تجد شخص لا يتعصب لأمر معين فهنالك من يتعصب لدين أو يتعصب لمذهب أو يتعصب لسياسة أو فكر معين أو يتعصب لشخص أو يكون متعصبا لنفسه فالتعصب من الصفات الأصيلة في الإنسان وأنا كإنسان متعصب جدا لديني ومذهبي ربما مثل الكثير من البشر أتعصب لشيء ولا أطبق منه شيء كما يقول علي الوردي في وصف شخصية الفرد العراقي فيقول (تراه متعصب لمذهبه ولا يصلي ومتعصب لوطنه ويتغنى بحبه ويتهرب من التجنيد الإلزامي وخدمة العلم ) ,, وأنا اقر واعترف بأنني متعصب مذهبيا متعصب لشيعيتي ,, وأيام النظام السابق كم كنت أتغنى بيني وبين نفسي بشعار أبناء المذهب ( لا ولي إلا علي ونريد قائد جعفري )  طبعا أتغنى به سرا بيني وبين نفسي وبعض الأحيان أخاف من نفسي ,,, وتحققت شعاراتنا بالرغم من تفاوت الآراء على أسلوب تحقيق الشعار فبين معترض وموافق على أسلوب إزاحة النظام البائد تحقق الشعار وحكمنا جعفري مذهبا ولقبا وبعده جعفري أخر وبعده تكررت نسخة الجعفري الأخر ولكن أسفي على الجعفريين الأول والثاني فهما سودا صفحة كل جعفري فبينما كان علي ابن أبي طالب في الكوفة يحكم أربع سنوات لم يترك فيها فقير غيره فهو الفقير الوحيد في الكوفة وكانت دولته مثال العدالة بين كل الدول السابقة واللاحقة ,, وألان أتى من يتغنى باسمه ليجعل العراق كله فقيرا بينما هو يزداد غنى وثروة … الكثير قال لي هؤلاء لا يمثلون الجعفرية بشيء فهم خالفوا كل قوانين الجعفرية الثورية التي تنادي بالعدالة الاجتماعية والحرية والمساواة … ولكن مع الأسف الأكثر الأعم يؤيدهم بسبب التعصب الطائفي وأنا كنت في الصفوف الأولى من المؤيدين لهم والمدافع عنهم في الشارع أو المجلس أو الندوة لان التعصب دفعني لمخالفة المنطق … فالإمام علي أول من أسس دولة مدنية مبنية على أساس المساواة , دوله فيها القضاء مستقل عن سلطته فحينما يقف أمام القاضي في دعوته ضد اليهودي فان علي لا يقبل أن يناديه القاضي بأمير المؤمنين ,, بينما الإمام علي لم يرسل عمار ابن ياسر لحضور الجلسة نيابة عنه ولم يستخدم بطش الاشتر لإخافة الخصوم … هذا المعنى الحقيقي للمدنية العصرية التي وصل إليها العالم في أيامنا هذه فهو صاحب الوصية المعروفة ( الناس صنفان أما أخ لك في الدين أو نظير لك في الخلق ) … علي الذي عالجه طبيب نصراني وأعطى النصارى واليهود حق في بيت المال خالفه الجعفري والمالكي الذين أعطوا ثروات العراق لأتباعهم وحرموا حتى أبناء طائفتهم الذين ليس لهم استمارات انتماء في حزب الدعوة …
أنا نادم لأنني تغنيت بشعار القائد الجعفري لان الجعفري الحقيقي ليس من خالف علي ,, الجعفري التابع لفكر علي هو من يؤسس لدولة مدنية عصرية بعيدة عن المذهبية والطائفية  فليكن حاكم العراق أيا كان ولكن ضمن إطار الدولة المدنية وبعد أن كنت متعصبا للمذهبية تحولت متعصبا للمدنية تحفظ للدين هيبته وللإنسان حقوقه أنا متعصب لهذه الدولة بكل كياني وجوارحي حتى أكون تابعا حقيقيا لعلي ابن أبي طالب عليه السلام  لا تابعا قشريا لان التعصب صفة أصيلة لا استطيع الخلاص منها .

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب