18 ديسمبر، 2024 8:37 م

أنا عملاق الكرة واقزام الجرة

أنا عملاق الكرة واقزام الجرة

قد يكون اسم “عدنان درجال” الذي اقترن بتاريخ وامجاد الكرة العراقية ومنجزاتها، وقد تعتقد أنه لا يوجد شيء آخر يجب أن يقال عن درجال، في ضوء كل الإشادات والقصص، والاتهامات والهجمات الاعلامية المضللة، التي نشرت وروجت مؤخرا او سابقا قبل توليه وزارة الشباب من قبل بعض الاقزام الصغيرة الذين يحاولون الخروح من القعر بلا جدوى

لكن الحقيقة.. أن هناك كثيراً من الأشياء التي يجب أن تقال عن هذا الرجل العظيم، الذي اطاح باتحاد كرة القدم وشخصياته الحزبية والطائفية ، وذلك يعود الى ايمانه العميق في تحقيق امل الجماهير الرياضية، في تحقيق مستقبل واعد واعادة هيبة الكرة العراقية الى الصدارة بعد الاطاحة بالهيكل الاداري لمعابد المحاصصة الطائفية والحزبية ، ثم واجه أكبر تحد له. لقد أظهر درجال ومعركته امام قوى الفساد والتخندقات شجاعة كبيرة في تمكيننا من توثيق ذلك . لأن هذا هو ما أراد القيام به في النهاية؛ الاحتفال بنصر لا مثيل له من اجل العراق والرياضة التي انعدمت بشكل شبه تام وانعزلت عن المحيط العالمي بسبب سوء ادارة الملف الرياضي والفساد والتلكؤ في تنفيذ المشاريع الرياضية وتحسين وتطوير الرياضة في العراق

ويشير «التحدي الأكبر» إلى دخول درجال المعترك السياسي وتراسه وزارة الشباب والرياضة ليكود اداة وعامل قوة تنفيذية كبيرة، في اصدار القرارات وتحقيق مشروعه الرياضي الكبير وبانطلاقة كبيرة رغم ضعف الامكانات في ظل الوضع الاقتصادي السيءالذي يشهده العراق لكن درجال في فترة توليه الوزارة شهدت الوزارة وقطاعاتها الرياضية تقدما ملحوظا في الكثير من المجالات من اهمها اصدار القرارات السليمة والناجحة في عدة جوانب ادارية في الوزارة والقطاع الرياضي وحرصه على وجود الشخصيات النظيفة التي تخلو من اي سجل اجرامي او شبهات وسعيه لتوفير الرعاية الصحية للاعبين ومشاوراته في اقرار قانون الاندية الرياضية وانجاز المشاريع والابنية والمنشات الرياضية والملاعب والبنى التحتية الغير منجزة بسبب الاهمال والفساد والتلكؤ واقامة العلاقات العربية الجيدة التي افسحت المجال امام العراق لاحتضان بطولة الخليج المرتقبة على ملعب البصرة بعد ان تم تجهيزه واعداده وتاهيله.

لقد سمحت بعض الظروف من سنوات مجده وتألقه. ان يكون على قدر من القوة والشجاعة لمواجهة وتذليل الصعوبات في مسيرته لكن من المؤلم للغاية رؤية هذا العملاق في حالة سيئة من الاحباط نتيجة ما يتعرض له من ضغوطات ومحاولات تسقيط وتشهير من بعض الاقزام والطارئين والفاشلين والمحسوبين على الرياضة بدوافع انتقامية،وطائفية وحزبية، اولئك التي تعرضت تجارتهم الفاسدة الى الافلاس

حدثني ذات مرة الاستاذ الحقوقي طه عبد حلاته عن مواقف هذا العملاق ووقوفه الى جانبه، لاحقاق الحق وما تعرض له من خسارة منصبه ايضا بسبب مواقفه الوطنية الشجاعة وتخليه عن منصبه كرئيس للجنة الانضباط، واشار ان درجال شخصية وطنية تحمل مشروع وطني، ويحمل اسم العراق كهوية حقيقية وسلوكا ينطلق به للارتقاء بواقع الرياضة المحطم

أن الحياة قصيرة، وأن المعاناة من الألم أمر لا مفر منه، لكن يتعين على المرء أن يبذل قصارى جهده من أجل التغلب على المتاعب والآلام، وأنه لا يوجد سقف على الرغم من أن كرة القدم تشغل حيزاً كبيراً منه، لكنه عبارة عن قصة حقيقية لرجل كان لاعباً ومدربا وفنياً عظيماً، وشخصية تاريخية مهمة، وشخصية يمكن أن تكون عنيدة بشكل كبير في طريقة تفكيرها، بل انتقامية في بعض الأحيان، لكنه أيضاً شخص عادل ورحيم إلى أقصى حد ممكن. إنه رجل مرتبط بشدة بجذوره في العراق بلا طائفية او حزبية لكنه شكل علاقة قوية للغاية بالجمهور ربما كانت أقوى من اواصر علاقته الاسرية .. كما ان الجمهور الرياضي العراقي لا ينظر اليه كرجل سياسي يدير ادارة الوزارة بل الى عدنان درجال اللاعب الرياضي القدير ابو الغيرة رجل المنجزات والعطاء وهو بحد ذاته رقم كبير من ارقام الرياضة العراقية التاريخية ..