على إمتداد حقب  التاريخ  …  كانت هناك محاولات  للتزوير  والتغييب للحقيقة  للكثير من حوادث التاريخ  .. على يد السلطة الحاكمة  .. وبأيدي وعاظها ..  فكثير مما نقرأه عن الفرق الاسلامية  هو مفتعل – مصنوع  لا اصل له … وباطلالة تاريخية بسيطة  عن  مصطلح  سياسي كثير التداول  في أجواء الشحن الطائفي الجارية هذه الايام  وهو .. مصطلح الرفض ..  فالرفض كما يقول ابن منظور : جنود تركوا قائدهم وانصرفوا .. فكانوا رافضة .. ومعاوية ابن ابي سفيان وصف البعض من انصاره .. ممن تركوا عليا (ع) في البصرة وانصرفوا اليه .. يقودهم مروان ابن الحكم  – كما كتب الى صاحبه الخبيث عمر بن العاص –  { قد سقط الينا مروان بن الحكم في رافضة اهل البصرة  } .. فهؤلاء  الروافض  في نظر معاوية .. هم نواصب بموقفهم  مع الامام علي (ع) .. وهم  : ” اهل الجمل الخارجين على شرعية  امامة علي (ع) , وهم نواصب  في التوصيف الذي سبق ” .. وهم  أقدم نشاة من رافضة  (( زيد الشهيد )  .. الذين  تم تكذيب قصتهم وجاؤوا بقصة مناقضة لها كما ورد في  : ( تاريخ الطبري ج7 – 184 .. مقاتل الطالبيين .. الكامل في التاريخ ج5 – 244 )) .. وقصة جماعة الشهيد زيد هي باختصار شديد  : {{  اثناء ثورته – زيد الشهيد ع – جاءته طائفة  من جنده  فطلبوا إليه ان يتبرأ من الخليفتين ابي بكر وعمر ( رض )   فرفض ذلك  .. فرجع اولئك عنه ورفضوا القتال معه }}  .. في الواقعة رفضين : زيد يرفض مبدأ اولئك , وهو المبتدء بالرفض .. فلما رفضهم هو .. رفضوه هم .. إذن من هم احق  بتسمية  الرافضة  – زيد واتباعه ام الاخرين ؟!
 في القصة المقابلة لهذه القصة , والتي وردت في المصادر التاريخية اعلاه هي :  {{ إن الامام زيد  قد أٌضطُر الى القتال قبل الموعد الذي عينه لاتباعه , وان الكثير منهم  قد حبسهم الوالي في المسجد الجامع ( مسجد الكوفة الحالي ) .. قبل التحاقهم بالمعركة التي وقعت فجاة .. ولقد توجّه بالبقية التي معه  نحو المسجد الجامع لاخراج المحبوسين فيه , ولم يتمكن  من إخراجهم  }} .
*  أتساءل لماذا لم يسّمّوا اهل ( الجمل في البصرة )  بالرافضة .. وقد زادوا على الرافضة بان قاتلوا الامام ذو الشرعية .. فهم شرً من اولئك الرافضة  – لو صحَ ما قيل فيهم – من ان   رفضوا زيد واظهروا البراءة  من  الشيخين  .. فقد رفضوا عليا واظهروا البراءة  من السبطين  , وقاتلوه , ثم قاتلوا من بعده السبطين !!
**  بعد هذه الاطلالة التاريخية على مصطلح ” الرفض ”  أقول للذين يلوكون بهذه الكلمة  في كل حادث وحديث مع من هم من اتباع ال البيت ويصفوهم بسبة الرافضة – حسب زعمهم –  إنكم ايها المغفلون تهرفون بما لا تعرفون .. وارجوا ان تقرؤا التاريخ جيدا لتعرفوا اصل هذا المصطلح .. نحن قرأنا التاريخ – الذي لن نعيش فصوله – ووجدنا انفسنا في نظركم روافض ايها الجهلاء .. بالرغم اننا لم نخرج على امامة شرعية او حاكم بامر الله ؟!
واخيرا هل الخروج على السيد المالكي  يجعلكم رافضة القرن الواحد والعشرين ؟!
قال ناصح ومضى : ترضى الكرام بالكلام .. وتصاد اللئام بالمال .. وتستصلح السفلة بالهوان  (الحكيم العظيم علي ) . السلام عليكم ..