22 ديسمبر، 2024 6:38 م

“أنا” رئيس هيئة إدارية..!

“أنا” رئيس هيئة إدارية..!

كُنتُ يافعاً، قبلَ سنواتٍ عديدة، وقتذاك قررت شراء (طوبة) أمارس فيها لعبتي المفضلة “كرة القدم” أسست فريقاً؛ يضم مختلف الأصدقاء، كانت العادة الرياضية، تمنح صلاحيات كبيرة لمالك (الطوبة!) وبوصفي مالكاً لها؛ فقد اشتريتها بمالي الخاص, الذي جمعته من (عيديات) اﻷقارب، فمن البديهي أن أصبح ـ أنا ـ مدرب الفريق، و الإداري، و المعالج، وحتى الجمهور! (لو ألعب لو أخرب الملعب!).

حينها أجريت مباريات تجريبية لفريقي, والملفت في الأمر, أن فريقي كان يخسر بعدد أهداف؛ ﻻ يقل عن عدد جماهير أحد الأندية العراقية! وما لا شك فيه أن السبب الرئيس في خسارة فريقي؛ هو عدم فهمي, وتسلطي على الفريق, وتدخلي بما لا يعنيني, أضف إليها عدم الإنسجام مع الأصدقاء؛ أنعكس ذلك واقعا,ً على أداء الفريق وطريقة اللعب, حتى صار الفريق (لاعب يجر طول ولاعب يجر عرض!)

أستمر الفريق على هذا الحال فترة طويلة؛ من دون تغيير يذكر, والسبب بطبيعة الحال, لم يكن أحد يجرؤ على مصارحتي, أو منعي من التدخل.

حتى جاء اليوم المشؤوم, ففي أحدى المباريات العنيفة (طكَة الطوبة) في منتصف المبارات, الأمر الذي جعل الفريق ينفرط عقده, وتلغى جميع مبارياته, وتمارينه, ومعها تبخرت أحلامي وطموحاتي, وبالتالي لم أحافظ على الفريق, وﻻ على (الطوبة!) وﻻ على (العيدية!) وكان ذلك سببا كافياً لحزني ومأساتي.

وعلى رأي المثل الشائع (وين ربط الموضوع) أو (رباط السالفة) ما يمر به أحد الأندية أو بعضها؛ من تدخل أحد الجماهير؛ بالقرارات الإدارية, وعقود اللاعبين, وتسميات المدربين, وغيرها؛ أعادني لإيام صباي واللعب بالشوارع, والأزقة القديمة, حيث لا قانون ولا أحتراف ولا هم يحزنون..!

فهل يا ترى؛ تدخل الجماهير الآن, نتيجة الأموال التي تصرف على الأدارة واللاعبين, في المطاعم (العزايم) أم بسبب الجهات التي ينتمون أليها هؤلاء النفر الشواذ؟

ختامها نصيحة, نحن في زمن الأحتراف, والتراخيص, وأنديتكم عريقة بتأريخها, لا تسمحوا للطارئين وأصحاب المصالح؛ بالتدخل, ويكون واحدهم؛ رئيس هيئة إدارية, على حسابكم, وما على الرسول إلا البلاغ..!