أنا ديكٌ منتخب , وكل الدجاج في وطني مغتصب , أنا الفاعل الأصيل المُستحب, أنا المطاع الشديد المُرتهب, أصيح متى أشاء فتأتيني جحافل الخانعين في نُخَب , وأقف كالشمس فوق رؤوس الذين صاروا مُنحطب , أنا الفارس الهمام والقائد المقدام والقاتل المُرتقب , فهل للجمع خيارٌ سوى أن يكون لي مُرتكَب؟
أنا ديكٌ , وكل ديكٍ يشعشع كالذهب!!
أنا ديكٌ في بلادي مُنتخب, والناخبون أصبحوا في قبضتي كالحطب , أصنع بهم نيران مطامعي , وأفرقهم كالعُصَب , فدعهم يتذابحون , ويتبددون , ودعني أمتلك ما هب ودب , فلهم الخراب ولي الزاهيات وعاليات القبب , فما داموا يتمتعون بالضياع والدمار ويجهلون السبب , فأنا وحدي الذي يعرف كيف ينفذ الخفايا ويلهيهم بالخُطب.
أنا ديكٌ منتخب , وعندي عجائب العجب , وسيفي البتار إذا وثب , وجيشي الجرار المدجج بالغضب , وكلهم من حولي أرقام على يسار رقمٍ مُنتخب , فدعهم يأكلون التراب , ويشربون الدماء , ويهرولون في ميادين اضطرب , فالأمن أمني , والسلام سلامي , فكيف لديكٍ أن يكون ديكا , إن لم يكن في جَمعٍ مُستلب؟!
أنا ديكٌ منتخب , فالويل كل الويل لكم من ديكٍ تعالى وتعزز واستتب!!
أنا ديكٌ منتخب , فقولوا إن في أوطاننا ديكٌ رَجب , إذا أراد نكب , يتوسد الظهور ويغتصب الجميع ولا عجب , ويسعى لمقاتلة أي ديكٍ أخذ يصيح بين دجاجٍ يبيض بيضا فيه نسب , فالويل لديك نط الدجاج وما احتسب!!
أنا ديكٌ منتخب , وأنتم الشاكون من الوَصَب , والمنذورون للتعب , وأنا اللاعب فيكم ما أشتهي من اللُعَب , أنا الفارس المأجور منذ فجر الحِقب , أنا الديك الجميل الشموخ العزيز المُعترب , أنا أيها الماضون في قوافل الكَرب , أكون فوقكم فلا غيري الذي رغب!!
أنا ديكٌ منتخب , وقد حقّ عليكم القصاص ووَجَب , أنتم الناخبون ولا من منقلَب , تُوّجت بكم وأصبحتُ قائدكم للعطب , أنتم الذين فوضتم لي تقرير مصيركم وتدميركم وترويعكم , فأهلا بكم في مهرجانات الندب , يوم لا ينفعكم فيها حتى الهرب!
أنا ديكٌ فصيحٌ منتخب , فانتخبوا كل جلادٍ مستعين عليكم بالآخرين من شرقها وغربها ومَن يقرر في مُحتجب , وانتخبوا كل دمية تتحرك عن بعدٍ وقربٍ وتتولاكم بالنوَب , وتكبلكم بالحاجات والفساد والقهر والخوف وتسقيكم كؤوسا من مرارات الحَرَب!!
أنا الديك الوحيد الأبي المنتخب , وسأبقى أصيح , أنا على كرسي عذابكم , الناصب والمنصوب والفاعل والمفعول به , والمبني على الصخب , وكلكم بأسفل الرتب!!
أنا ديكٌ عربيٌّ مُنتخب , فتبت يداكم كما “تبت يدا أبي لهب ” , وأحيلكم إلى قصيدة الديك إذا حق الطلب , فهل من عتب؟!!