الاعلامي مرتضى البيضاني هل توافق ان تكون مستشاراً إعلامياً لمحافظٍ , قلتُ لهم كلا , بعد مرور فترةٍ من الزمن , الاعلامي مرتضى البيضاني هل توافقُ ان تكونَ متحدثاً رسمياً او مسؤولاً عن اعلام وزارةٍ , رفضتُ أيضا
لستُ متخصصاً ولا أجيدُ فن المبالغةِ اطلاقا ولا أمتلك غلواً في قول هذه الأشياء , ولا أُحيد ابداً في قول الحقيقةِ بما تجودُ به نفسي عن معرفةِ هذه المهنة واسرارِها ومعالمِها وادبيادتِها واخلاقِها
لا أسمح لنفسي ان أُمارس التبشير بقيمٍ معينةٍ واُكرس الجهودَ لهذا الامر، لا أتخيل تلك اللحظة وانا امارس دور الاعلام السلبي الفاضح في حشر سياسة الأشخاص او الأحزاب في كل خبرٍ او تقرير
عنوان الصحفي والإعلامي يتجاوز محدودية التفكير للذين يتوقعون ان الصحفي هو مدون , اومروج إعلانات , او معلن سياسة , او مستشار لمسؤول صغير, او مدير تحرير صفحة مسؤول , هذه كـُلها مفاهيمٌ خاطئة
المكانةُ التي يحظى بها الاعلاميُ الناجح لابد ان يحافظً علىها ويحافظُ على اسلوبهِ القائم على تقديم خدماتهِ المجانية للجمهور ، الاستيلاء على الصحفي والاعلامي وأغرار البعض ماديا في وقتنا الحاضر يعني التغييب المتواصل لقضايا المجتمع الاساسية في المنابر الإعلامية والصحفية المحلية وتعقيد القضايا العالقة التي ينتظر الجمهور أن تمارسَ السلطةُ الرابعة دورها في حلحلة المشاكل العالقة ،
انعكست حالة الصراع السياسي بين الأطراف والقوى المختلفة على الساحة العراقية بعد عام 2003 بشكل سلبي على أداء الإعلام والعاملين فيه، وتحولت معظم وسائل الإعلام المقروءة والمرئية والمسموعة إلى أداة من أدوات هذا الصراع على حساب مستوى المهنية وميثاق الشرف الإعلامي ،
كم نسمع يوميا هذه العناويين والتصريحات والتأكيدات بـان تأخذ وسائل الإعلام الدقة لتوخي المصداقية والالتزام بالمهنية وعدم نشر الأخبار الكاذبة التي تهدف إلى زعزعة الاوضاع وبيانات الشجب والاستنكار التي تظهر لنا يوميا والتي نقرأها ونشاهدها ! ,
لا اخفيكم ان الخطأ واردٌ جدا خلال تأدية العمل الصحفي والاعلامي الا انه قليل ولا يترك اثاراً مع علمنا ان تنويهات الاعتذار والتصحيح سياق معمول به منذ زمن بعيد , ياترى من هذا الذي كلفنا الكثير من الوقوع بهذه الاخطاء بحيث بدت الاقاويل والاستنكارات كثيرة بحجم الصحف الصادرة ؟
هذه كلها واحدة من ممارسة الاحزاب والكتل السياسية في ظل حربها الرامية لتصفية الحسابات مع شركائهم في العملية السياسية ,
العاملون في الحقل الصحفي كما هو معلوم مهنيين وعلى درجة عالية من الحرفية والالتزام بأخلاقيات المهنة ، ولم تشهد مؤسسات الصحافة والاعلام حينها مشكلات كثيرة بهذا الحجم الذي يظهر اليوم في عالم الصحافة ، والتي تعد تحديات خطيرة، حتى خرجت الكثير منها عن سياقات العمل الاعلامي وأخلاقياته ,
أصبحت الحاجة ماسة لوضع آليات لتلك الضوابط لكي تلتزم بها وسائل الاعلام والصحافة التي غالبا ماتكون ملكيتها لأشخاص واحزاب وذلك من اجل انهاء حالة الفوضى بين أغلب تلك المؤسسات ، كل يحاول ان يفرض رؤاه ووجهات نظره على الآخرين، بالطريقة التي تعجبه او ترضي طموحه في الهيمنة على الآخر والاستحواذ على مقدرات كراسي السلطة ، وأن يكون له شأن في السلطة والقرار ,
دراسة صحفية تشير الى ان” اكثر من 50 مؤسسة اعلامية محلية مجهولة التمويل بينها محطات تلفازية واذاعية تبث على مدار الساعة واصدارات مطبوعة بشكل يومي ومواقع اخبارية الكترونية”، فضلا عن ” وجود قرابة 70 مؤسسة اعلامية محلية اخرى تتلقى دعما فنيا وماليا من حركات سياسية واحزاب عراقية وجهات اقليمية بشكل سري مقابل فرض توجهات معينة في سياسية المؤسسة الاعلامية ,
وتوضح الدراسة ايضا الى ان : ظاهرة تمويل المؤسسات الاعلامية من قبل الجهات المجهولة والاحزاب والقوى السياسية والجهات الاقليمية اصبحت امرا مستساغا من قبل المؤسسات الصحفية وعدد كبير من الصحفيين , لان تقنين هذه المؤسسات في ظل نفوذ اصحابها في الدولة صار امر مستصعب للغاية ,
أن التباين بين نجاح المؤسسات الاعلامية المدعومة من جهات مجهولة وبين وسائل الاعلام المستقلة يؤكد معد الدراسة الصحفي ضياء رسن ان :”مدى التزام المؤسسات الصحفية وخصوصا المرئية والمسموعة والمطبوعة بالمعايير الصحفية الدولية يرتبط ارتباطا وثيقا بنجاحها مما يجعل الاستقلالية في عملها خير داعم لاستمراريتها وتميزها “،مشيرا الى ان “جميع المتلقين يبحثون عن المصداقية ودقة المعلومة ومن المستبعد ان تجد متلقيا يبحث عن معلومات خاطئة وهذا ما اشرنا اليه في بداية المقال وفي موضوعات اخرى ,
يتمثّل دور الإعلام في حياة المجتمعات كونه الناقل الأساسي للواقع والحقائق تماماً كما هي على أرض الواقع، كما يقوم بتسليط الضوء على القضايا الحساسة التي تثير اهتمام الناس وعلى المشاكل التي تمر بها المجتمعات والأفراد , يصحح مسار الدولة وينقلها الى الكمال لترتقي وتكون في مصاف الدول المتقدمة ,
ودور الاعلام أيضا ينتقل برجال السلطة نحو تحملهم المسؤولية وإنجاز الملفات العامة وشعورهم بمعاناة الملايين من الناس , لذلك رفضت ان أكون إعلاميا لشخص حكومي في ظل الفوضى حتى أكون في ركاب زملاء المهنة امارس الدور وفق الادبيات والاخلاقيات المرسومة لنا , لذا نستحق ان نكون تأج رأس المسؤول في ظل دورنا الكبير في تحديد مسار عمله