22 ديسمبر، 2024 8:27 م

انا زبيدة من المغرب.. اشياء كثيرة تقربني اليك والى العراق، اولها الوجع الذي اعيشه، وأنا احمل في خافقي خجلا بوسع الكون، كلما اذكر قصتي أبكيكم قبل أن أبكي نفسي، امرأة انا من نواحي مدينة فاس، كان الفقر بالنسبة لي سترا وعافية، وعائلتي تعيش مستورة تحلم بالأمنيات السعيدة، الأب وولداه يعملون بأجر يومي، وحتى أنا كنت أفرغ نفسي، أضع ابني الصغير عند الجيران، وأذهب لأخدم في البيوت.

لقد تدهور وضع زوجي حتى صار يقلقني أمره، وإذا بالمفاجأة التي هزت أركان البيت قال:ـ نحن سنصبح أغنياء، انا أعرف أن الجهل الذي يعشعش في رأس زوجي قد يزين له الحرام، قلت: اياك وخبز الحرام، لم يفارق لسانه حديث المال والغنى والأماني المتخمة بالترف الذي اصبح محور حياته دون ان يحسب لي او لبيته حسابا.

واذا به يعلن: انا سأذهب لأقاتل المرتدين الشيعة في العراق، كل همسات الرجاء لم تجد نفعا، ففؤادي تقرح، وانا اتوسل به لا شيء يحلم به سوى الغنى وسوق داعش الثري وسفرة العراق، لينهي به فقرنا المدقع..!

قلت له: ابق هنا لا نريد منك شيئاً سوى أن تبقى خيمة على رؤوس أولادك، قلت له:ـ الفقر خير من غنى ملوث بدماء الأبرياء، بنحيب الامهات، لكنه أصر على الرحيل، وهو يصيح:ـ ابشروا سنكون اغنياء، الى اي ردة ذهب ليعاقبها والردة غزت بيتنا، ولداي اقتحما عالم المخدرات، وتركا البيت نهائيا، وأنا ارى كوابيس مرعبة في كل منام، أرى شيطانا يلبس وجه زوجي، وهو يذبح برؤوس تنوعت اعمارها، أفز مرعوبة وأصيح:ـ ليكن الله معك يا عراق.. ها هم حفاة القلوب يزحفون اليك مرتزقة يذبحون اهاليك من اجل الثراء لا غير.. لم يبقَ بالحياة سوى ابني الصغير وأقول له:ـ انا اعقل من أبيك.. حين تكبر سأطوعك للدفاع عن الفكر النير السليم، لتعوض فعل ابيك الخبيث.. تقف هناك مع الحشد الشعبي وتنادي: الله يا عراق..