منذ خروج مئات الآلاف من أبناء الشعب العراقي الأسبوع الماضي في مظاهرات عارمة في بغداد وخمس محافظات اخرى للمطالبة بتوفير الخدمات ومحاسبة السراق والفاسدين الذين نهبوا أموال العراق طوال السنوات الاثني عشر الماضية وتأكيد المرجعية الدينية في النجف في خطبة الجمعة ٢٠١٥/٨/٧ دعمها لتلك المطالَب وحثها لرئيس الوزراء حيدر العبادي بالضرب بيد من حديد دون تردد او خوف من الكتل السياسية الحاكمة في العراق لمحاسبة المقصرين بتوفير الخدمات ، والمسؤولين عن تفشي الفساد والفوضى في العراق ، أمتطى رؤساء الكتل والوزراء والنواب والساسة الآخرين منابرهم بشكل مسرحي رخيص مُستخفين بعقول الناس ومشاعرهم ، ليطلقوا تصريحاتهم التي أثارت إشمئزاز الفرد العراقي وأطلقت لسانه بالتهكم تارة وبالشتيمة تارة اخرى للتعبير عن غضبه من هذا الاستخفاف .
السيد عمار الحكيم رئيس كتلة المواطن النيابية واللاعب الأساس في حكومات ما بعد عام ٢٠٠٣ دعا الى محاربة الفساد من اعلى الهرم نزولاً الى القاعدة وحث رئيس الوزراء العبادي على كشف المفسدين من جميع الكتل وأعلن السيد ( عمار) دعمه لتوجيهات المرجعية .
السيد مقتدى الصدر زعيم التيار الصدري وكتلة الأحرار النيابية دعا رئيس الوزراء حيدر العبادي الى تشكيل لجان مستقلة لإحالة ملفات الفساد الى الادعاء العام للقيام بتحقيق شفاف ومحايد لمحاسبة المقصرين وطالب كتلته بالتعاون مع العبادي .
السيد نوري المالكي نائب رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء السابق طالب بدعم العبادي بخطواته الإصلاحية وعدم تحميله المسؤولية فيما حصل لان في ذلك ظلم كبير والجميع مشترك في المسؤولية ((( مسؤولية النهب والسرقة والفساد ))) .
حزب الفضيلة دعا الى أحترام حق المواطن في التعبير عن مطالبه المشروعة وإيصال صوته بالاعتراض على إخفاق السلطة في توفير الخدمات الاساسية .
وزير الدفاع العراقي خالد العبيدي أصدر بياناً قال فيه إن البلاد تمر بمرحلة تاريخية صعبة يأخذ منها الاٍرهاب والعدوان مآخذاً ويحيطها المفسدون وسراق المال العام الذين تسللوا الى المواقع والمناصب دون وجه حق .
وزيرة الصحة عديلة حمود تقول إن الوزراء مكبلون من قبل رؤساء الكتل السياسية وليسوا أحرارا في إختيار فريق عملهم .
وأخيراً النجم الأكثر إسماً وأوفر شتماً في لافتات المتظاهرين بهاء الاعوجي ( الاعرجي سابقاً ) نائب رئيس الوزراء لشؤون الطاقة ورئيس كتلة أحرار النيابية ومن المقربين للسيد مقتدى الصدر ، أستغرب بهاء من سبه وشتمته في التظاهرات مشيراً الى ان من يقف وراء ذلك هم أيتام المالكي وبدر والملحدين والعلمانيين الذين يعارضون حكم الشيعة وان هؤلاء يشتمونه بسبب فضحه لملف الفساد في الكهرباء والمتورط به نوري المالكي والشهرستاني ووزراء النفط والكهرباء السابقين .
وقد أجتمع مجلس الوزراء برئاسة العبادي وبحضور كل الشلة ورأوا ان مسيرة الاصلاح تحتاج الى وقت طويل وبرامج عمل واسعة .
الغريب في كل ما قلناه أعلاه أن المجتمعين لاصلاح أوضاع العراق من الفساد والرشوة والمحسوبية وسرقة المال العام هم المتهمون بتلك الجرائم فأذا ثبت عكس ذلك فأنا أعترف إن أمي هي من سرقت ونهبت أموال الشعب العراقي .
