23 ديسمبر، 2024 6:20 ص

أنامل مُقيّدة: قذائف داعش وقذائف الإعلام الأصفر

أنامل مُقيّدة: قذائف داعش وقذائف الإعلام الأصفر

قد تكون القذائف التي سقطت على محيط مرقد الامامين العسكريين قبل ايام واحدة من عناصر الحرب التي تدور اليوم على بعض المناطق الساخنة وفي عمليات الحرب كل شيء وارد كما هي القذائف التي يمكن ان تقع هنا وهناك كل يوم وفي كل المناطق وهو ما يمكن ان نفهمه بعمليات الكر والفر في الحروب وربما المواجهة مع العصابات الارهابية التي تعتمد حرب الشوارع فيها الكثير من تلك الاحداث .

ما اريد الوصول اليه ان التعامل مع هذه المعلومات من قبل الاعلام الغير مهني فيه الكثير من السفاهة وعدم الاخلاق لأن استخدام الاعلام بهذه الطريقة الفجة يمكن ان يؤدي الى وضع اخر يحمل في طياته نذر الصراع والاقتتال الطائفي خصوصا عندما يتعلق الامر بأضرحة ائمة اهل البيت في العراق فعندما وقعت قذيفتين قرب الإمامين العسكريين في سامراء وعلى بعد مسافة منه تقوم القنوات الصفراء التي تتبع اسلوب التهريج الإعلامي والتضليل مثل قناة العربية الحدث والجزيرة وبعض القنوات المحلية باذاعة الخبر على ان الصاروخين وقعا على قبة الامامين العسكريين المقدسين لدى الشيعة وهذا التضليل يفهم منه التالي:

1- ان الحكومة العراقية غير قادرة على حماية مقدسات المجتمع وضعيفة امام مجاميع ارهابية ويصورون الأمر على ان مجاميع صغيرة تمثل قوة دولة وان الدولة الإسلامية قائمة لا محالة لأن العراق غير قادر على مواجهتها أي بشكل أوضح عملية تقزيم للعراق كدولة لها ثقلها في المنطقة.

2- هي رسالة الى كل أبناء المذهب الشيعي ليهبوا الى إنقاذ أضرحة أئمتهم وهذا ما يعني تجييش للمجتمع ونقل المعركة الى مدن اخرى ليحصل ما حصل عند تفجير الحرم المطهر سابقا وقيام الحرب الاهلية التي استمرت لسنوات أكلت الكثير من ابناء الشعب العراقي .

3- يريد الإعلام العربي خلط الأوراق ونقل الصورة الى العالم العربي على ان العراق قاب قوسين او ادنى قادم الى التفتيت وان قيام دولة الخلافة قادرة على الاستمرار والثبات ما يدفع الشباب العربي المخبول والمهووس والمغسول الدماغ الى التدفق على العراق وممارسة القتل الجماعي وتدمير الحياة برمتها في بلد عرف عنه التحضر وتقديم افضل معالم الحضارة للعالم .

4- يحاول هذا الاعلام ان يصطنع مشاكل اخرى في محافظات ثانية من خلال تأجيج مشاعر الناس وتصوير الامر على أن الحكومة تعمل على ضرب أبناء شعبها في كربلاء والديوانية والبصرة وبشكل متعمد خصوصا بعد المشاكل التي أثارتها بعض المنظمات التابعة لرجل دين يقف بشكل واضح امام موقف المرجعية الدينية العليا وفتوى الجهاد الكفائي لمواجهة الارهاب الذي يضرب العراق في العديد من المناطق .

لذلك كما هو واضح ان قذائف الاعلام الغير مهني والمغرض هي شبيهة بقذائف داعش الارهابية لأن الكلمة احيانا تكون اقوى من الطلقة في تأثيرها لأنها تثير فتنة وتؤجج على العنف أما الطلقة فمفعولها يقتصر على الظرف الآني ولحظة الحدث وعليه نتمنى على الدول التي ترعى تلك القنوات ان تلتفت الى حرمة الدم المستباح من قبل التنظيمات الارهابية .