لو أمعنا النظر جيدا في التحالف الدولي الذي ينضوي تحت سقفه أكثر من اربعين دولة تقريبا بعد انضمام تركيا اليه لمحاربة تنظيم داعش او ما يسمونه دولة الخلافة” الاسلامية” سنجد أنفسنا أمام حيرة كبيرة حول كيفية نشوء هذا التنظيم الارهابي وعملية إمداده بالمال والسلاح وتوفير الارضية الجغرافية له وكذلك الدعم اللوجستي والاستخباري وكيفية وصول الأفراد اليه من مناطق شتى في كل انحاء العالم والانضمام لهذا التنظيم .
كلها اسئلة محيرة وانت تواكب الاجتماعات المكوكية في اروقة الامم المتحدة لتشكيل التحالف الدولي الذي سينقض على عناصر تنظيم داعش فبالأمس كانت دول خليجية متهمة بشكل واضح حتى من قبل الغرب انها كانت تدعم وتمول بالمال والسلاح والغطاء السياسي لتلك التنظيمات وبالتحديد تم توجيه الاتهام الى السعودية وقطر ولعل آخر من صرح بذلك رئيسة الجبهة الوطنية في فرنسا مارين لوبين وفي لقاء متلفز ان السعودية وقطر وتركيا هم الداعمين للارهاب في المنطقة واذا أرادت فرنسا ان تحارب الارهاب يجب ان تقطع علاقاتها مع هذه الدول ويضاف الى هذا الصوت الوقائع والاحداث التي اثبت تورط تلك الدول واعتراض العراق وغيره من الدول عليهم والتصريحات الاخرى لمسؤولين غربيين وكذلك الاعلام الامريكي والبريطاني وغيره كلهم تحدثوا عن دعم تلك التنظيمات الارهابية من المال الخليجي وتحديدا هاتين الدولتين ولكن للاسف نرى ان هذه الدول الثلاث جميعها تشارك اليوم في ضرب هذا التنظيم ولا نعلم ما الذي يجري خلف الكواليس فبين ليلة وضحاها شمرت هذه الدول ومعها كل الدول الغربية السواعد من اجل تشكيل هذا الحلف الدولي لضرب تنظيم لا يتجاوز تعداده في ابعد الأحوال أكثر من عشرين ألف من
الارهابيين ، بالتأكيد هناك اجندة تختبئ خلف هذا التحول بعد ان دب اليأس لدى العربية السعودية وقطر وكذلك الاتراك من التأثير على ايجاد تحول ملموس في إزاحة رئيس النظام السوري الأسد كما كان اليأس ذاته من عملية تمزيق العراق وتقسيمه فلم يكن أمامهم غير هذا التوجه .
جميع الشواهد اثبتت ان دول بعينها كانت قد قدمت الدعم المادي واللوجستي لتلك التنظيمات طوال السنوات العجاف التي مرت على العراق والمنطقة حتى اصبح الارهاب اليوم يتفاعل بقوة الى درجة ان يشكل دولة ونظام.
ما اعتقده ان هذه الدول تحاول ان تكون اول الداعمين لمقاتلة تنظيم داعش من اجل اظهار نفسها بالحمل الوديع امام المجتمع الدولي ومنظمات حقوق الانسان العالمية ولكن الحقائق واضحة مثل الشمس التي لا يمكن ان يحجبها الغربال وسيأتي اليوم الذي تقوم به تلك التنظيمات بتعرية الدول التي دعمتها ووفرت لها الارضية وحرية التنقل والتمويل وغير ذلك لتكون أمام محكمة الضمير الانساني وحكم الشعوب التي لن ترحم هؤلاء الحكام وما فعلوه بدولهم ودول المنطقة .