عندما نتأمل في الدورة البرلمانية الماضية والتي سبقتها سنجد ان الدورتين معا خاض نوابها الكثير من المعارك السياسية الجانبية والمناوشات والتسقيط والتناحر الى درجة أصبحنا مشغولين جدا بمشاكلهم وكيفية الوصول الى حلها من خلال تبويس اللحى والترضية لهذا الطرف او ذاك وهو ما أثر فعلا على عمل السلطة التشريعية طيلة السنوات الماضية وما خرجنا من سنينها الثمان سوى ترسيخ الفئوية السياسية والمناطقية وهذا لا يمكن ان يبني بلدا لنكون في مصاف الدول التي تحدنا بحدودها على الاقل وليس ابعد منها الى قارات العالم المتحضر .
كان الاولى بالسلطة التشريعية ان تكون متابعة لعمل الحكومة وليس مناكفة لها في اقرار المشاريع والقوانين التي تخدم المواطن العراقي وتضع منهاجا تسير عليه السلطة التنفيذية لتكون مشابهة في عملها سلطة مجلس العموم البريطاني الذي يناقش وبشكل مستمر رئيس وزرائهم باسلوب مهني وعملي يصلون به الى نتائج تنفع ابناء مجتمعهم بدل رميهم بمشاكل سياسية تتفاعل بين الاحزاب لتفوح رائحتها من تحت قبة البرلمان فماذا سيستفيد الشعب من كل تلك الصراعات ، ولذلك فان تلك الصراعات تسببت بمشاكل كبيرة داخل أروقة البرلمان العراقي مما جعلت بما يقارب المائتان من القوانين المهمة معطلة على رف النسيان ومنها ما هو متأخر حتى من الدورة ما قبل الماضية وهذا يدلل على ان الارادة السياسية مرتبطة بمزاجيات الكتل والانتماء القومي والطائفي وكل من تلك التسميات يقع تحتها نسبة سكانية
من الشعب لتكون هذه النسبة هي المتضررة من جميع الصراعات المبنية على عدم التفاهم او المهنية أحيانا في اسلوب العمل البرلماني .
المطلوب اليوم ان يعود البرلمان في هذه الدورة بقوة لمحاصرة كل الاخطاء التي شابت عمل الدورات البرلمانية السابقة وانا اتفق مع البيان الذي أصدرته النائبة اشواق الجاف الذي حددت فيه وجوب ان يقوم البرلمان الحالي باحصاء ورصد جميع الاخطاء والخروج من الصبغة السياسية الى الصبغة الرقابية والتشريعية وتجنب التسويف والتأجيل في اقرار القوانين لأن المواطن العراقي اليوم يرنو الى ان تكون هناك نخوة حقيقية تحمل في طياتها الوطنية الحية والناجعة في صميم الحرص على هذا الوطن من اجل الاطفال والنساء وكل الفئات العراقية ، فما عاد المواطن العراقي يتحمل اكثر من ذلك وعلى كل النواب ان يمتثلوا لناخبيهم ويبتعدوا عن المناكفة السياسية ويتعاونوا مع الحكومة الحالية واعطائها المساحة والفسحة التشريعية للعمل وتقديم الخدمات بدل الحسابات السياسية الضيقة لأنني أنا شخصيا أرى ان السيد رئيس الوزراء الدكتور العبادي يخطو خطوات حقيقية للعمل من اجل العراق وشعبه نحو الاحسن وهو ما يراه كذلك غيري الكثير من المراقبين والمتابعين للشأن العراقي .
الله الله بهذا الشعب المحروم،، الله الله بكل يتيم وكل محتاج ،، الله الله بتراب العراق وحدوده ومياهه ومقدساته وحضارته …