• يخلقون صفات من العدم فتنوجد
• يسخرون المجتمع لخدمتهم وهنا على وهن
يبتكر غير الموهوبين، مديات بكر.. يستكشفونها، ليبسطوها أرضا خصبا، يحصدون ريع ما لم (يستنبتوهياه) فهم لا يتوفرون على بذرة عطاء يغرسونها، في تربة، لذا ينجحون أنى ارادوا، سواء أكانت البقعة خصبة ام مجدبة.
لا فرق انهم لا رأسمال لديهم و… “لا يحزنون”.
هؤلاء اللاموهوبون، يمتلكون مناهج، في طرح ذواتهم، وتسويقها، يفتقر لها ذوو القدرات الخام، غير المصنعة، والتي لن تتصنع، ما داموا راكنين الى رصانة تفوقهم الكامن.. الوئيد، تحت الثرى، لا يجد سبيلا للتفتح.
يحسنون تسويق ذواتهم.. ينمون مواصفات يخلقونها من العدم، فتنوجد طوع ارادة تحرك السواكن وتقلقل الجبال الراسيات وتدبر شأن الاخلاط الهجينة تصفي عكرتها.
يستفحل أمرهم متسيدين المكان، حيث ما حلوا؛ لأنهم قادرون على فرض سطوة كاريزما فطرية فائقة، تحقق لهم ما تعجز عن تحقيقه ابلغ المواهب.
لديهم مجسات تستقرئ المؤسسة الآيلة للسقوط، فيتقدمون منها، خاطبين ود اصحابها، كما لو كانوا قارب النجاة الذي ينتشلهم من غرق وشيك.
يلفون حولهم مريدين.. أتباعا لهم، من اصحاب الاختصاص، يرتقون بالمؤسسة التي كانت قبل مجيئهم، مواشكة على التهاوي، لكنه رقي لصالحهم هم وكل ما في المؤسسة على هامشهم.. انهم شخصيات جبارة، تهمش مجتمعات بكاملها.
وبهذا مثلما نشأت في العالم المتقدم، شركات فخمة، لتصنيع وبيع وتنفيذ المناهج، ثمة في الحياة اناس موجودون بالمنهج الذي يجيدون تنفيذ مفرداته، من دون خطأ ولا إزاحات تخرج عن السياق، عملا بالمثل البغدادي الشهير: “كذب منظم افضل من صدق مبعثر”.
وهذا ما يجعل واعيا ضعيف، يغلب جاهلا قويا، مهما تفاقمت قوته؛ فهي تأكل نفسها، بالتفاف اخطائها عليها، أما الناصحون الاذكياء مسوقو الذات من دون موهبة، فلا يخطئون، انما تتلاحق سدادة خطاهم حتى يبلغون حد تسخير المجتمع لخدمتهم.. وهنا على وهن.
فكل ذي عاهة جبار والافتقار للموهبة، عاهة بحد ذاتها، انها عاهة الكمال الإلهي الفائق، لا يملك شيئا، وكل شيء طوع ارادته؛ كما لو يتمتع بتفويض رباني للأستئثار بالموجودات إحتكارا، ولو بالآخرين غضاضة.. على حساب سواهم، يستقوون بضعف المحيط الاجتماعي والوظيفي والسياسي والديني.
وبهذا يضعون المجتمع والعمل والدولة والدين، وحدات تصب لصالحهم، وتنعطف بجهود شركائهم نحو ما يخدمهم.