18 ديسمبر، 2024 10:06 م

أم مشاکل النظام الايراني

أم مشاکل النظام الايراني

لم يشهد تأريخ المنطقة وحتى العالم في العصر الحديث نظاما مثيرا للجدل والمشاکل والقلاقل کم هو الحال مع نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أصبح تأريخ تأسيسه بمثابة مقياس ومعيار للتفاضل حيث إن الفترة التي سبقت ظهوره والفترة التي تلت ظهوره ومع الاخذ بنظر الاعتبار نهجه ومخططاته وأفکاره وطروحاته وماقام ويقوم به على أرض الواقع في إيران والمنطقة والعالم، تجسد الوجه الحقيقي لهذا النظام وتکشف عن ماهيته ومعدنه الحقيقي والذي لم ينکشف ولاينفضح على حقيقته لولا مجموعة عوامل مهمة وفي مقدمتها الدور غير العادي الذي إضطلعت به منظمة مجاهدي خلق خلال صراعها ومواجهتها مع هذا النظام على مر العقود الاربعة المنصرمة.
لو نظرنا الى قضية إنتهاکات حقوق الانسان في إيران والتي صارت بمثابة لعنة تطارد النظام حتى صدر 65 قرار إدانة دولية ضده بهذا الصدد. أو لو وضعنا الملف النووي لهذا النظام أمامنا وعلمنا إصراره غير العادي على المضي قدما من أجل إنتاج القنبلة النووية ليقوم بإستخدامه بعد کذلك کورقة من أجل إبتزاز بلدان المنطقة والعالم من أجل تحقيق أهدافه، أو لو دققنا في تصديره للتطرف والارهاب وتدخلاته السافرة في بلدان المنطقة وصيرورة خطر وتهديد هذا النظام هو الاکثر تأثيرا من أي تهديد أو خطر آخر ولاسيما وهو يعتزم من خلال أذرعه تغيير الانظمة السياسية في المنطقة وفرض نموذج ولاية الفقيه عليها، وقائمة طويلة أخرى من القضايا والمسائل الحساسة الاخرى، فإن الذي يقف خلف إثارة کل هذه القضايا وجعل بلدان المنطقة والعالم على إطلاع بها، هي منظمة مجاهدي خلق التي کانت ولازالت بمثابة کعب أخيل لهذا النظام ولاسيما إذا ماعلمنا بأن القادة والمسٶولون في النظام ووسائل الاعلام الخاصة به قد أکدوا على ذلك وإشتکوا منه کثيرا ذلك إن ملف حقوق الانسان والبرنامج النووي وتدخلات النظام في بلدان المنطقة قد کانت مجاهدي خلق هي من قد کشفت عنها وفضحتها بلغة الارقام والادلة والمستمسکات، وهذا ماجعلها قوة سياسية إعتبارية لايمکن تجاهلها والتغاضي عنها لکل من يتصدى للأوضاع في إيران.
مشکلة النظام الايراني مع دور ونشاط منظمة مجاهدي خلق ليست کأية مشکلة أخرى له، بل إنها أم المشاکل خصوصا وإن المنظمة وبإعتراف القادة والمسٶولون في النظام وعلى رأسهم المرشد الاعلى للنظام کانت ولازالت خلف کل الانتفاضات التي إندلعت ضد النظام وبشکل خاص إنتفاضتي أواخر عامي 2017 و2019، واللتان کانتا أقوى إنتفاضتين من نوعهما من حيث تجسيدهما للأفکار والطروحات التي تٶمن وتنادي بها منظمة مجاهدي خلق وحتى إن إستصدار قانون المحاربة الذي يعتبر کل معارض ضد النظام بمثابة محارب ضد الله وبالتالي فإن دمه مهدور، إنما کان صدوره من أجل ثني أعضاء هذه المنظمة وإرعابهم حتى يکفوا عن نضالهم، وحتى إن مجزرة عام 1988، التي أباد النظام فيها 30 ألف سجين سياسي من أعضاء وأنصار المنظمة جسد هو الآخر المقدار والنسبة العالية جدا من الحقد والکراهية التي يکنها النظام ضد هذه المنظمة ، والتي قال عنها خميني قوله المشهور:”عدونا ليس في أمريکا أو أي مکان آخر بل هو هنا أمامنا”وکان يقصد مجاهدي خلق التي يبدو واضحا بأنها أم مشاکل النظام ودونما منازع وإنها في الذکرى السادسة والخمسون لتأسيسها أثبتت بأنها قولا وفعلا تعتبر أکبر خطر وتهديد بوجه النظام لکونها تعمل وبکل وضوح من أجل إسقاطه وإنها تعني ذلك وتعمل له بصورة عملية على المستويين الداخلي والخارجي.