23 ديسمبر، 2024 3:57 ص

أم ستوري.. والقرار الجمهوري

أم ستوري.. والقرار الجمهوري

أم ستوري هي احدى النساء التي تسكن في احدى احياء بغداد الشعبية التي التقيت بها اثناء زيارتي لاحدى الدوائر الخدمية لغرض تيسير معاملة خاصة بي , وقبل دخول تلك الدائرة شاهدت تلك المرأة التي توسطت في بوابة تلك الدائرة المخفية ! نعم بوابة دائرة رسمية مخفية ! فلاتوجد بوابة ثابتة ! فان مدخل تلك الدائرة عبارة عن باحة للدخول او فسحة للمرور فقط وربما كانت بقايا لبوابة معينة كانت موجودة فعلا !! فلاعلم كيف تغلق تلك الدائرة اثناء انتهاء الدوام الرسمي ؟! المهم وفي اثناء مروري لغرض الدخول لتلك الدائرة اعترضتني تلك المرأة التي بدت عليها معالم البؤس والضجر والتعب الشديد وهي توجه كلامها لي وهي تقول لايستطيع احد حل مشكلتي غيرك ياأستاذ ؟ فقلت لها من اين اتيتي بذلك التأكيد على استطاعتي ايجاد حل لقضيتك التي لااعرف عنها شيئا لغاية الان ؟ فقالت نعم تستطيع لانك ترتدي ” قاط وربطة عنق ” وبذلك فانك مسؤول كبير في هذه الدولة !! حقيقة ضحكت كثيرا ولم اتمالك نفسي لحظتها نظرا لماتحمله تلك المرأة في داخلها من فطرة وطيبة نتيجة لاصادرها ذلك الحكم الخاطئ بحقي..وقررت في داخلي ان ابذل جهدي في مساعدتها بقدر ماتستطيع تحقيقه اليها ,,فتصورا ان الذي يرتدي قاط يوصف اليوم في العراق بالمسؤول !! ترجلت معها جانبا وقلت لها ماهي قضيتك ياامي حدثيني فقالت انني ام لسبعة اولاد مع فتاة واحدة لاملك غير الله معيلا , فبعد ان قتل زوجي والذي كان يعمل بمهنة (( مفوض شرطة )) على يد الزمر الارهابية في منطقة ابو غريب لم استطع الحصول على راتبه التقاعدي على الرغم من انه قتل منذ العام 2007 ولغاية الان !! ومنذ تلك الفترة فانني احاول على الحصول على ذلك الراتب فلربما يسد رمق العيش ويقينا من شر العوز والحرمان , ومنذ ذلك التاريخ الاسود وانا انتقل بين الحين والأخر من دائرة لاخرى ومن معاملة لاخرى لغرض استحصال ذلك الراتب وبدون جدوى فالموظفين في أي دائرة تمر بها معاملتي يتحدثون معي وعلى حد وصفها ” من ورة خشومهم ” كانني استجدي منهم صدقة ما , الم يكن زوجي ابو ستوري

مدافعا عنهم وعن امنهم ؟ الم يستشهد من اجلهم ومن اجل ان ينعموا بالحياة الهادئة الامنة !! وتستمر بالحديث لتتساقط دموعها على وجهها المتعب فحقيقة كنت احس بلوعة تلك المرأة المسكينة التي يصعب حالها على أي انسان قد يراها

المهم ان من جملة المتطلبات التي لابد ان تتحقق في معاملة ابو ستوري رحمه الله ان يوجد امر وزاري او اداري اوقرار اداري خاص بصرف راتبه فبعد ان قرئت تلك المعالمة الضخمة المتعبة والغير مرتبة , على الفور اشتريت على حسابي فايل من النوع الجيد الذي يتحمل مرور الزمن على هكذا معاملات خاصة من هذا النوع , وباشرت بترتيب معاملتها بشكل لائق حتى توصلت اثناء قرائتها ان هذه المعاملة تحتاج لامر اداري بالصرف بعد ان تمت الموافقة الاولية على ذلك بموجب مطالعة وهامش رسمي من احد المسؤولين في الدولة , فصورت تلك المعاملة لنسخة اضافيا وطلبت من ام ستوري الاحتفاظ بتلك النسخة خوفا من الضياع او التلف ودخلت معها لتلك الدائرة التي املك احد الاصدقاء الاعزاء الذي يعمل فيها , فقبل يوم من رؤيتي لام ستوري قد اتصلت به لاجل تسهيل قضية خاصة بي شخصيا لان مثل ماهو واضح للجميع انو أي شخص عنده معاملة اليوم في مؤسسات الدولة وحتى المؤسسات الاهلية لابد ان ينتدب احد الاشخاص الذي يعمل في تلك الدائرة المعنية لغرض تسهيل تلك المعاملة وتلك حقيقة مرة يعيشها بلدنا اليوم وهي واقع من الوقائع الصفراء في بلاد مابين النهرين ولاتوجد حاجة للمهاترة او النفي او الانكار لتلك الحقيقة الساطعة .. المهم اننا دخلنا وسرت معها في تلك الدائرة وحاولت قدر الامكان حل تلك القضية ليس لسبب ما وانما من اجل تحقيق مرضاة الله وحده وخير الناس من نفع الناس وكل شيئ جرى بقدر ماستطيع ..المهم ان تلك المعاملة ومثل مابينت لكم سابقا بحاجة لامر اداري لم استطع اقناع ام ستوري بانه امر اداري وليس قرار جمهوري كما تحب ان تذكره هي حتى استسلمت لام ستوري وقلت لها ..نعم ان معاملتك بحاجة لقرار جمهوري ..وفي النهاية ودعت ام ستوري على امل اللقاء بها في فرصة اخرى دون ان احقق قضيتي الشخصية في تلك الدائرة لانشغالي
بقضية ام ستوري التي غادرتني دون شكري وهي تقول ” انوب قرار جمهوري ” منين اجيب هذا القرار انوووب …