8 أبريل، 2024 12:40 ص
Search
Close this search box.

أم الولد.. حتى متى؟!

Facebook
Twitter
LinkedIn

منذ ولادة المجلس الأعلى بداية ثمانينات القرن الماضي وهو يحمل راية لململة الشتات، وعلى مرور الزمن بقي يمثل كل التنوعات السياسية المعارضة للنظام البعثي..

عمل السيد محمد باقر الحكيم على بناء خيمة، جمعت كل هذه الشخصيات والتيارات , وبعدها تشكل فيلق بدر والذي كان الجناح العسكري للمجلس الأعلى أنذالك , وعندما سقط النظام واستشهد السيد الحكيم وما جاء بعدها، من إحداث وفاة السيد عبد العزيز الحكيم وقعت على هذه التيارات مسؤوليات كبيرة فكان المجلس يمثل الحجر الأساس في كل موقف ومنعطف سياسي، ومع ذلك نجد إن هذا التيار عمل على استثمار علاقاته مع الجميع من اجل حلحلة الموقف السياسي، وبما يحقق التهدئة والسير قدماً نحو التوافق .

عمل الحكيم بعد وفاة والده على إن يكون هو الأب الذي يسعى لإرضاء أولاده، ولا يناله منهم سوى الهم والغم والتعب والشقاء والمعانات , وعلى الرغم من شقاوة ابنائه الا انه ظل ذلك الاب الذي يحمل المعانات ويطوق الازمات ويحل الخلافات والمشاكل التي تقع بين ابناءه , فكان كل ما خرج ابن من ابنائه من تحت خيمته سعى الى ارجاعه لذلك المجتمع.

عموماً ينظر اليه نظرة المسؤول عن كل شيء عن الصالح والطالح وعن الكبير والصغير.. بل هو مسؤول عن الفاسد والسارق والقاتل والانتهازي , ما جعله عرضة للانتقاد اللاذع وصار تحت مطرقة الاستهداف لاكثر من مرة.. كل هذا جعله يكون امام كل الهجمات من هذا المجتمع، والذي كان ينبغي له ان ينظر الى باقي الابناء ومدى فسادهم وسلوكهم، وعدم تحملهم للمسؤولية في بناء الوطن .

بعد وفاة السيد عبد العزيز الحكيم ومجيء ولده السيد عمار الحكيم كانت المهام كبيرة أمامه , وعلى الرغم من ادراكه ووعيه الا انه لم يشأ الوقوف امام التيارات التي وقفت امامه فخرج من المجلس الاعلى وأسس تيار الحكمة، والذي هو الاخر استلم رايته السابقة في تحمل الاعباء والمنغصات التي جعلته هدف سهلاً ومكشوفا، امام الهجمات السياسية القاسية والعنيفة واستخدمت ضده كل اشكال التسقيط , ولكنه بقي متمسكاً ومتماسكاً في قيادته , ويحمل رؤيته التي يقتنع بها وتجعله محور مهم في الحوارات السياسية الجارية..

لذلك فأن الحكمة بقيادتها ظلت بنفس موقفها الأبوي والذي ينبغي له ما دام قبل بمثل هذا الموقف وهذه المكانة، إن يتحمل كل المنغصات والأزمات وقدرته على عبورها ليكون بعدها قادراً على النهوض لوحده.

ثمن تلك الابوة باهض دفعه من سمعته، وجماهيره شاركته هذا العبأ، ورغم هذا لازالوا بنفس الطريق.. فإلى متى سيستمرون بهذا النهج، أم سيملون يوما ويفعلون كما الاخرون!

مقالات اخري للكاتب

أخر الاخبار

كتابات الثقافية

عطر الكتب