هكذا وباختصار شديد بدأ مسلسل الأحداث في منطقتنا العربية منذ مجيء آية الله “الخميني شالوم عليه ” عام 1979 , والذي بدأ ودشن حكمه الرشيد بكوارث ومآسي ومصائب وحمام دم لم يسبق له مثيل , كانت لها بداية ولا أحد يعلم متى ستنتهي .. ؟, بعد أن سهلت وساعدت ثورته أو حركته المشبوهة باستنزاف وهدر طاقات وثروات ودماء العرب والمسلمين وتبديها في حروب وصراعات طائفية مقيتة , وعلى ما يبدو أنها لم ولن تنتهي إلا بأبشع منها لا محالة .
ما يجري الآن على الساحة الاقليمة من تحضيرات واستعدادات ومهاترات وتبادل أدوار وعنتريات بين أمريكا وإيران وأذرعهم وحلفائهم من جهة , وشعوب المنطقة الذين باتوا أسرى ورهائن لا حول ولا قوة لهم .. بعد أن سلموا أمرهم ومفاتيح عقولهم بيد أحبار وكهنة ودهاقنة الإسلام السياسي المزعوم .. بشقيه ( الشني والشيعي )! ,اللذان تديرهما الماسونية والصهيونية بالرمونت كونترول .
المشهد الحالي لا يذكرنا فقط بما مضى من أحداث جسام وأهوال وكوارث .. بل بات قريب ومشابه جداً .. إن لم يكن نسخة طبق الأصل لنفس تلك السيناريوهات والمسرحيات الكوميدية القديمة الجديدة المتجددة , مع إضافة بعض عمليات التجميل والتحسينات عليها .. !؟.
لا يخفى على أي متابع .. بأن المهزلة والعبث بمصير أمة العرب بداً منذ احتلال الأحواز العربية عام 1925 من قبل إيران أي بعد الحرب العالمية الأولى مباشرة كهدية سلمت لها مقابل خدماتها الجليلة للمستعمر البريطاني آنذاك .. بالضبط كما سلمها الاحتلال الأمريكي 4 عواصم عربية جزاءً على خدماتها الجليلة وباعترافهم هم بأن أمريكا لم تكن قادرة على احتلال كل من العراق وأفغانستان لولا إيران .. !؟, وكأن التاريخ يعيد نفسه بعد أكثر من 9 عقود !, مروراً بتسليم فلسطين 1948 للصهيونية وليس لليهود !, وصولاً لشغل العراق بالحروب الداخلية مع المتمردين الأكراد لسنوات طويلة أيضاً بدعم من إيران الشاهنشاهية , وإشعال فتيل الحرب العراقية – الإيرانية عام 1980 بداية الحقبة الخمينية .
لم تتوقف عجلة ومسلسل التخريب والتدمير والدسائس والمؤامرات والاستهداف واشعال الحروب والفتن كي لا تلتقط شعوب المنطقة أنفاسها , فكلما مر عقد من الحروب والصراعات الداخلية والاقليمة , بدأ عقد جديد بمسرحية جديدة ؟, فقبل أن تضع حرب الخليج الأولى أوزارها عام 1988 , بدأت رحلة المجاهدين العرب لطرد الاتحاد السوفيتي الشيوعي من حياض أفغانستان الإسلامية !؟, والذي بقدرة قادر تحولوا .. أي المجاهدين والمناضلين العرب فيما بعد إلى ” تنظيم القاعدة الإرهابي والأخطر في العالم حسب تصنيف العم سام الذي أعدهم وسلحهم بموافقة وتمويل من دول الخليج , ناهيك عن حركة طالبان ” التي يتفاوضون معها الآن بعد 17 عشر عاماً للخروج من المستنقع الأفغاني !, ثم تلتها الأزمة المفتعلة بين الكويت والعراق التي أنتهت بإعادة العراق إلى ما قبل الثورة الصناعية عام 1991 كما وعدنا وزير خارجية بوش الأب ” جيمس بيكر ” , وهكذا دواليك حتى وصلنا إلى حقبة ” البحث عن أسلحة الدمار الشامل العراقية ؟, بالتزامن مع فرض الحصارعلى مدى 13 عشر عاماً لتجويع وتركيع شعبه كي يقبل حتى بـحكم ” الصهيوني شارون ” على حد وصفهم .. أي كما كانوا يصرحون أتباع آل البيت الأسود الحاليين عبر الفضائيات من بعض العواصم التي كانت تحتضنهم .., وبفضل الماكنة الإعلامية والحرب النفسية الشعواء والتصريحات واللقاءات على الفضائيات التي فتحت واستحدثت خصيصاً لهذا الغرض بالذات وعلى رأسها قناة الجزيرة وتلتها العربية وأبو ظبي والحرة … إلخ , ليقنعوا العالم وشعوب المنطقة بأن التغير في العراق والمنطقة بات ضرورة ملحة كي ينعم بالأمن والاستقرار والرقي والتقدم , وسيكون بمثابة ورشة عمل لمشروع مارشال الشرق الأوسط الجديد ..؟؟, لإعادة بنائه واعماره كما حدث مع اليابان وألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية وإرساء دعائم النظام الديموقراطي الفريد فيه !؟, ولهذا صدقوا العراقيين المساكين المغفلين وبلعوا الطعم , بعد أن تمت شيطنة العراق ونظامه بشكل يفوق التصور والخيال !.
استمر المسلسل حسب الخطط المرسومة وقبل احتلال العراق بعامين تم تنفيذ أحداث 11 أيلول – سبتمبر , الذي استهدف برجي التجارة العالمي في أمريكا عام 2001 !؟!, لتكون حجة وذريعة وكارت أخضر وتفويض أممي مفتوح لمحاربة الإرهاب الإسلامي المتطرف .. وهكذا وضعت اللمسات الأخيرة لمشروع احتلال كل من أفغانستان والعراق .. الذي كانت خطة احتلاله مقررة ومتخذه منذ عام 1947 أي بالتزامن مع احتلال فلسطين عام 1948 .
بعد مرور عقد على احتلال العراق أشرقت شمس الربيع العربي لـ ” برنارد هنري ليفي ” وعلى هذا الأساس تمت التضحية بأحد أدوات أمريكا الأخساء كما هو حسني مبارك في مصر وزين العابدين بن علي في تونس …كي تنطلي هذه الفرية والإكذوبة الجديدة , ليتم فيما بعد وشكل ممنهج سحق وتدمير وتقسيم ليبيا واليمن وسوريا ولم تسلم من آثاره الدموية والمأساوية نوعاً ما إلا تونس بفضل وعي شعبها !.
ثم لتتوج كل هذه الكوارث والمآسي التي حلّت بالعراق وسوريا واليمن وليبيا بظهور التنظيم الأوسخ ووالأقذر والأخطر في تاريخ العالم والمنطقة كما هو تنظيم ” داعش شالوم عليه ” عام 2014 .. لسحق وتدمير وحرق وقتل وتهجير ملايين العراقيين والسوريين والليبين واليمنيين , وتدمير ما تبقى من معالم هذه الدول كي لا تقوم لها قائمة أبداً .
نافلة القول : الآن كما يبدو قد حان الوقت وجاء دور ” ماعش ” من أجل عقد وتمرير صفعة القرن ( صفقة القرن ) ! , ألا وهي التوسل بالشقيقة الكبرى ” إسرائيل ” كي تعترف بالأنظمة العربية المخذولة والمحبطة من تخلي أمريكا عنها .. ناهيك عن تهديد ترمب لهم منذ أكثر من عام برفع الوصاية والحماية عنهم وابتزازهم وحلبهم بشكل استفزازي وقح , ولهذا بتصورهم في الظرف الراهن لا يوجد أمامهم خيارات كثيرة , وأهون الشر الاعتراف بالكيان الصهيوني مقابل توفير الحماية والاستقواء بها وباللوبي الصهيوني الأمريكي لدرء الأخطار المحدقة بهم من قبل البعبع والمارد الإيراني كما تصوره لهم أمريكا وحلفائها الغربيين وحتى إسرائيل .. كون الحكومات العربية الحالية للأسف والأسى والحزن بعد أن فرطوا بالعراق باتوا مجتمعين وخاصة دول الخليج العربي الشقيقة في أصعب وأحلك مرحلة من مراحلهم وجودهم التاريخي , وباتوا كالأيتام على موائد اللئام .. لا حول ولا قوة ولا قبل لهم لا بإيران ولا حتى بأصغر فصيل أو ميليشيا من فصائلها ومليشياتها في العراق أو لبنان أو اليمن .. أو خلاياها النائمة في بقية دول الخليج بما فيها المملكة العربية السعودية , وها هم ذرعها ووكلائها يهددون ويتوعدون دول الخليج وباتوا يشكلون خطر حقيقي وداهم على مستقبل ووجود دول بعينها .. إن لم تقف معهم وتشملهم إسرائيل بعطفها ورعايتها وتحميهم من الخطر الإيراني الداهم , والذي بات زعمائها وقادتها السياسيين والعسكريين وحرسها الثوري يصرحون جهاراً نهاراً بأنهم ينون تحرير قبلة العرب والمسلمين ” مكة المكرمة ” والمدينة المنورة ” من النظام السعودي !؟.
هذا باختصار شديد وتوضيح مبسط جداً لبعض مما يجري من حمى وهستيريا وسباق محموم مع الزمن لتغير شكل وملامح المنطقة التي باتت على فوهة بركان وكف عفريت ..!, وما خفي كان أعظم وأفزع وأبشع وأفظع .. والذي سيأتي أو سيحّل بمنطقتنا وبدول الخليج العربي خاصة لا قدر الله قريباً ربما سيكون بمثابة نزهة وسفرة سياحية .. بالمقارنة لما يتم الاستعداد والتحضير والتجهيز له .. والذي بدأت بوادره بأسخف مسرحية وتمثيلية لجس نبض شعوب المنطقة قبل حكامها .. كما هي استهداف ناقلات النفط العملاقة بالقرب من سواحل عمان من قبل جهات مجهولة !!!؟, واستهداف الخط الرئيسي السعودي الذي ينقل 5 مليون برميل نفط يومياً أي أكثر من نصف صادرات المملكة بواسطة 7 طائرات ورقية ( حوثية )!!!, قطعت مسافة 800 كم لتصل إلى أهدافها وتصيبها بدقة فائقة وربما عادت إلى قواعدها سالمة بعد تنفيذ المهمة .. من يدري !؟… وسلامة أمة المليار و800 مليون مسلم وعربي سلموا رقابهم لآيات الله في قم وطهران والنجف وواشنطن وتل أبيب ولندن وموسكو وباريس وحتى .. بيجين !؟