23 ديسمبر، 2024 2:41 ص

أم الدنيا يقتلها السياسيين بخنجر التكفيريين

أم الدنيا يقتلها السياسيين بخنجر التكفيريين

ما حصل في مسجد الروضة في مصر من عملية إرهابية راح ضحيتها أكثر من 300 شخص من المصلين الذين كانوا يؤدون فرض الصلاة كان له الوقع الكبير في نفس كل إنسان يحمل سمات الإنسانية مهما كان توجهه أو انتمائه القومي أو الديني أو المذهبي ، وهذا العمل الإرهابي بما إنه ليس الوحيد الذي ضرب مصر لكنه كان الأبشع من حيث عدد ضحاياه ، لكن السؤال الذي يفرض نفسه هو لماذا بدأ تنظيم داعش الإرهابي بتكثيف عملياته الإرهابية التي تستهدف المصريين المسلمين على وجه التحديد ومن أهل السنة والجماعة ؟ ولماذا أزداد معدل تلك العمليات وأخذ يتوسع في داخل مصر بعدما كان تنظيم داعش منزوياً في صحراء سيناء ؟ وحتى إن وجدت له عمليات داخل مصر فهو لم يكن يستهدف المسلمين بل كان موجه لضرب المناطق السياحية والمناطق التي تحتضن ديانات أخرى…

من يتتبع مجريات الأحداث يجد إن تنظيم داعش كان خاملاً قبل تولي السيسي الحكم في مصر ، بل كان نشاط هذا التنظيم منعدماً في أم الدنيا ، لكن بعد حصول الانقلاب الذي قاده السيسي على حكومة مرسي الإخوانية بدأ تنظيم داعش ينشط في مصر عمومًا وجزيرة سيناء خصوصًا بحسب مكان تواجده ، وبما إن الحكومة المصرية الحالية دخلت في محور الحلف الخليجي المحاصر لقطر من جهة ومن جهة أخرى الخلاف الحاد بين حكومة السيسي ومنظمة الأخوان المسلمين زادت عمليات تنظيم داعش في مصر ونحن هنا لسنا في صدد الدفاع عن جهة دون أخرى لكن نحاول أن نوضح حقيقة الأمور بما نراه من منظورنا الخاص ، ويضاف لذلك إن التقارب السعودي القطري سابقاً كان له دور في خمول تنظيم داعش في مصر لكون مصر دولة غالبية سكانها من أهل السنة والجماعة وتنظيم داعش موجود لكنه غير ناشط لكن بعد الخلاف نشط وبدأ يمارس عملياته الإرهابية…

فما نريد أن نصل إليه إن هذا التنظيم هو يعمل وفق مصالح دولية وتسيره الدول التي تموله فكرياً وعقائدياً ومالياً فيخدم مصلحها وينفذ ما تريده تلك الدولة فهؤلاء الدواعش لديهم عقيدة وفكر ورأي قائم على تكفير جميع الناس بما فيهم أهل السنة والجماعة بسبب ما حقنوا به من فكر وآراء شاذة سقوا بها من فكر ابن تيمية الذي كفر كل الفرق والملل والنحل الإسلامية لمجرد خلافهم معه في الرأي وتحديداً في مسائل الأسماء والصفات والتجسيم فمن يطّلع على آرائه يجد فيها إن كل المسلمين من أشاعرة وصوفية ومعتزلة وشيعية وغيرهم هم مخالفين لكتاب الله وسنته – حسب رأيه – وهذه المخالفة تستلزم التكفير واستباحة الدماء والأموال والأعراض ، لذلك نجد إن هذا التنظيم يعمل مع أي جهة تمده بالمال على وجه التحديد لتنفيذ ما يعتقد به فهؤلاء الدواعش وكما قال ألمع رجل في التحقيق التاريخي والعقائدي في إحدى محاضراته :

((لا تستغرب، هو – العنصر الداعشي – عنده فكرة عنده معتقد ، عنده قضية يعتقد بها، غرر به، الآن من أين يأتيه الدعم ينفذ، من الأميركان من الروس من إيران من الخليج من السعودية من تركيا من سوريا من هذا الحاكم من ذاك الحاكم من الصين من اليابان من الهندوس من السيخ من أي جهة تأتي هو عنده فكرة فينفذ هذه الفكرة )).

لذا نجد إن تنظيم داعش يرتكب أبشع الجرائم بحق المسلمين وبحق أهل السنة والجماعة التي يدعي كذباً وزيفاً الدفاع عنها فهو يكفر الجميع بناءً على ما حقن به من فتاوى تكفير وقتل من فكر ابن تيمية كما بينا ذلك وهو يعمل لتنفيذ أجندات من يدفع له لكي وكما يقال يضرب عصفورين بحجر من جهة يحصل على الأموال ومن جهة أخرى ينفذ ما يعتقد به من وجوب قتل وسفك دماء من يعتقد بكفرهم خصوصًا من المسلمين ، لذلك وقعت أم الدنيا ضحية صراع سياسي دولي وكانت أداة القتل هي أصحاب المشاريع التكفيرية فهم كالخنجر بيد الجاني ، فكان تنظيم داعش هو الخنجر الذي ضربت به مصر بيد الصراع السياسي.