19 ديسمبر، 2024 5:26 م

أمّ الفساد و المجلس الأعلى لمكافحة الفساد!

أمّ الفساد و المجلس الأعلى لمكافحة الفساد!

للفسادِ صنوف ليست كصنوف الجيش , وللفسادِ موديلات وازياء وله صور غير مرئية واخرى شدّة وضوحها قد تسبب تشويشاً على بؤبؤ العين .!

الفسادُ في العراق الجديد ظاهرةٌ وحالةٌ لا يتمّ القضاء عليها كالقضاء على داعش في الموصل , حتى بمشاركةٍ مفترضة من قوات التحالف الدولي لمحاربة بؤرة الفسدةِ والفساد , فهل يمكن قصفهم من الجو .!

إبتعدنا في اعلاه قليلاً عن صلب الموضوع كي نقترب منه اكثر .!

فأهمّ ما في الشروع في مكافحة الفساد هو تحديد نقطة الشروع , وحيث لا نوايا او ” نياتٍ ” ولا رؤى لرؤية نقطة البدء في الأنطلاق نحو معركة الفساد , فلا ريب أنّ الإفساد سيستشري ويستفحل , إنّما هل حقّاً أنّ الرئاسات الثلاث وقادة – سادة الأحزاب وعبر المجلس الأعلى هذا , لا يدركون من اين ينطلقون ! فهذا هو خداع النفس بعينه وخداع العين بتشويه صورتها بالمرآة

على مدى الشهرين الماضيين على الأقل , شنّ المجتمع العراقي حملاتٍ تتلو حملات عبر وسائل الإعلام والسوشيال ميديا وبتعزيزاتٍ من منظمات المجتمع المدني والنقابات والأتحادات المهنية وغير المهنية حول وضع حدٍ لمنح رواتب الإسراف وهدر اموال الدولة وبيت المال على الذين هربوا من العراق ومكثوا لبضعةِ شهورٍ في مخيّم او معسكر الرفحاء السعودي قبل اكثر من ربع قرنٍ من الزمن وتحديداً في حرب عام 1991 , ويقيناً أنّ كلّ القيادات الحالية في السلطة بما فيهم حماياتهم كانواعلى إطّلاعٍ كاملٍ ومفصّل على تلك الحملات الأحتجاجية من المجتمع او الجمهور حول الأحجية والطلاسم الرفحاوية .!

العامل الستراتيج هنا في صمت رئيس الجمهورية ورئيسي الوزراء والبرلمان على هذه القضية ! وحتى العجز في تقديم ايّ مسوغاتٍ ومببرات لإدامتها وإنعاشها ماليّاً .! , فهذا الصمت المحرج قد منح الفرص الشرعية لعموم الجمهور في افتراضِ ما يفترضوه , وما يتصوّروه ويصوّروه بما يمسّ سمعة الرئاسات والقيادات وكأنّ لهم مصلحةٌ ما في ذلك ! بالرغم من عدم صحة ذلك وافتقاد ادلّة على صحته .! , فهل من الممكن أنّ حالةً غرائزيةً تجمع بالتساوي بين كلّ قيادات الدولة تجاه المسألة الرفحاوية .!

من الملفت للنظر أن لا أحد من الصحفيين الذين يحضرون المؤتمرات الصحفية لرئيس الوزراء قد بادر لسؤال السيد عبد المهدي والطلب منه بأجابةٍ مباشرة عن صمتٍ بمعنى < السكوت علامة الرضا > عن صرف رواتب ٍ مليارية من دون وجه حق او بوجهِ باطل .! , ونشير هنا أنّ الصحفيين الذين يحضرون تلك المؤتمرات انما يجري اختيارهم من الرئاسة ! ودونَ أن نشكك بمهنية هؤلاء السادة .!

الجانب الوردي في هذا الشأن الرفحائي , أنّ نفراً قليلاً ممّن اضطروا او هرعوا بأتجاه الحدود السعودية هرباً من كثافة القصف الأمريكي او لأسبابٍ اخرى , وجرى جمعهم وإسكانهم في رفحاء , وثمّ ما لبثوا وطلبوا اللجوء الى دولٍ اخرى , هم انفسهم ممّن يعارضون صرف الرواتب للرفحاويين على مدى هذه السنين , بل بعضهم ممن يتصدرون الحملات الإعلامية بالضد من ذلك , ونرى أنّ السيد ” اياد الزاملي ” رئيس تحرير – موقع كتابات – هو أوّل مَن يقودون هذه الحملات الأعلامية .

هنالك رجال يمتنعون ويأنفون ويستحرمون استلام المال الحرام وخيانة الوطن .

وَ عودٌ على بدء , فأذا لم يبادر ويباشر المجلس الأعلى لمكافحة الفساد ” وهو من ذات التشكيلة الحكومية – الحزبية ” الى وقف التخصيصات الى الذين صار لقبهم بالرفحاويين وينتشرون في عواصم اوربا , وتصل الرواتب الى احفادهم ايضا الذين لم يكن مسقط رأسهم في ذلك المخيم , فلا فائدة ترجى من هذا المجلس ولا يوجد ما يدعو الى مسحةٍ من تفاؤلٍ تجاهه , وبعكسه فهل بوسع هذا المجلس مكافحة تهريب النفط او وقف استيراد ادويةٍ مغشوشةٍ لقتل العراقيين بالتدريج المنظم .!

أحدث المقالات

أحدث المقالات