صقر عواد
في البدء وللتوضيح كلمة امانة المقصودة ليس مؤسسة عينية مثل امانة بغداد مثلا، انما الامانة المفهوم المنغمس بالنبل والقيم والصدق.
قبل أيام وبينما كنت اتصفح في منصات التواصل الاجتماعي وقعت عيني على منشور لأحد الإعلاميين العاملين في شبكة الاعلام العراقي، واستوقفني هذا المنشور كثيراً بل انه كان وغزة في الضمير والانسانية، فالمنشور كان عبارة عن بعض الكلمات التي يبدو أنها صيغت بصدق وعفوية وساورد الكلمات هنا (يا امين بغداد أين وعدك، اطفالي يستجيرون، والايجار ينهش في لقمة عيشهم.. لا تضييع حلمنا بامتلاك قطعة ارض في وطن نحن فيه الارخص ثمناً)، قررت حينها الاتصال باحد اصدقائي الإعلاميين في الشبكة وسألته عن موضوع هذه العبارة وهنا كانت صدمتي الكبرى التي غيرت نظرتي بشكل كبير بهذه المؤسسة الإعلامية من جهة وفي لإدارة العليا للدولة من جهة اخرى.
في السابق كنت اعتقد ان شبكة الاعلام تمثل خط الصد الأول في حماية الدولة وأنها جزء مهم فيها، فلا معركة حسمت من دونها ولا ازمة عولجت من غير بصماتها، ولا حدث كبير انجز من غير أن يكون للشبكة إسهاما كبيرا فيه، وكنت اعتقد ان واحدة من أفضل ثمرات الديمقراطية التي تحققت هو وجود هذه المؤسسة لدعم خطوات التحول الديمقراطي لكني وقفت أمام حقيقة الوهم الذي كنت أتصوره، فالشبكة وموظفيها لا يوجد لهم مكان في اجندة الادارة العليا للدولة بل انها مركونة في طي نسيانهم وكيف لا وان استحقاقات موظفيها في الحصول على قطعة أرض هي اصلا ملكهم منذ سنوات طويلة لا تجد من ينفذها على أرض الواقع.
أما صدمتي الثانية هي في الحكومة التي للاسف لم تلتفت الى مناشدات إعلاميين يمثلون السلطة الرابعة ولطالما كانوا جنودا مجهولين في كل حدث، ويغطون نشاطاتها في جميع المجالات، خاصة بعد أن أخبرني صديقي ان امين بغداد حول حلم موظفي الشبكة في استملاك الأرض بشكل رسمي وقانوني الى كابوس لا نهاية له.
فبعد أن استُكملت كافة الموافقات والتي حصلوا عليها بشق الأنفس وضع الأمين عراقيل غير قانونية لعرقلة إتمام الموضوع بحجج وهمية بعد ان كان قد تعهد بمنحهم الأرض بالصوت والصورة، وبعد مناشدات لكل مسؤول بالدولة من صغيرها الى كبيرها لم تكن هناك استجابة، بل الجميع اغلق اذنيه عن الاستماع، وكأن هؤلاء الموظفين من بلد اخر وليسوا عراقيين كفل لهم الدستور حق امتلاك ارض في وطنهم.
قضية الشبكة كشفت عن مدى الخلل في الدولة فاذا كانت مؤسسة بحجم شبكة الاعلام العراقي غير قدرة على ايصال صوتها كيف تتمكن من ايصال اصوات الناس؟!!!، هذا من جانب ومن جانب آخر كيف نثق نحن أبناء العاصمة ان بأمين على بغداد بلا امانة ولا مصداقية ومن يضمن انه يؤدي مسؤوليته ازاء العاصمة بالشكل الصحيح، اتمنى ان اكون مخطئاً وان اسمع من رئيس الوزراء توجيها بإعطاء الحقوق لأصحابها وهو رجل عرف عنه مثل هكذا مواقف نبيلة حينها أدرك أن البلاد تسير بالاتجاه الصحيح.