18 ديسمبر، 2024 8:58 م

أمين بغداد..الأجوبة غير مقنعة

أمين بغداد..الأجوبة غير مقنعة

بعد أكثر من عقدين من الزمن زرت بغداد العاصمة الجريحة,ومن سوء الحظ كانت بداية رحلتي المزعجة بسبب نقاط التفتيش الأمنية الكثيرة(وما يصاحبها من تأخير دون جدوى) إلى شارع القمة العربية المؤجلة(شارع المطار),شاهدت النخل الموضوع للشتل (والتي اغلبها لن يكتب له الوقوف طويلا..),ولمحت الثيل-الحشيش المخضر………..؟
ثم تجولت في شوارع العاصمة الكالحة الوجه,خجلت من أحاديث ومقالات وحوارات الحضارة ,التي تحدثنا بها مع الآخرين على طول حدود الهجرة الممتد من بلاد الشرق وحتى أقصى مدن العالم,
لا وجود لأية مظاهر أو معالم واضحة لحملات إعادة الأعمار,إلا تلك الصورة المخزية لكراج النهضة الفقير لكل شيء ,والازدحامات المرورية وأصوات الانفجار, وأصباغ إعادة التأهيل الممسوحة بفعل حرارة الشمس أو موادها المغشوشة,
لم أرى أية انجازات على الأرض ,تذكرت فقط الخرائط والصور التي تعرضها الأمانة عبر قناة العراقية أو داخل قبة البرلمان(قد يكون حجم التركة التي يتحدث عنها السيد رئيس الوزراء وبقية الكتل كبيرا بالفعل).
لماذا يكره العراقي نفسه وأهله ووطنه..لماذا يخرب ولا يبني-ولماذا انحرفت شرائح واسعة منه عن جادة الصواب- هذه الأسئلة تحتاج إلى علماء الاجتماع والنفس للإجابة عليه؟
أنا اعجز واعتقد يعجز فقراء العراق معي أيضا عن فهم ما يجري من إهدار متعمد لأموال وثروات الشعب العراقي(منافع الرئاسات الثلاث- مؤتمرات وبعثات وسفرات مكلفة وغير مفيدة),
اغلب المشاريع المنفذة في العراق(عدى مناطق إقليم كردستان) منفذة بطريقة خاطئة وغير صحيحة ودون المستوى المحلي(دون مستوى التنفيذ للمشاريع المنجزة في عهد الدكتاتورية المقبورة),
وبيوت وسيارات وثروات الموظفين والمقاولين المعنيين بهذه المشاريع, تفضح ملفات الفساد الغائبة عن أعين الحكومة والقضاء العراقي,
ثم أين الأخلاق والقيم الإنسانية والإسلامية؟
أين اختفت مبادئ الديمقراطية الحديثة التي يتساوى فيها الجميع مسئولين وأفراد-أين ثقافة العقد الاجتماعي والوطني من هذه التصرفات الاستفزازية؟
لماذا كل هذه المصاريف الهائلة لتطوير شارع المطار وبقية المناطق المحيطة به,استعدادا لقمة غير معروف موعد انعقادها بعد,
وفي جوار هذه الأماكن أصوات مهملة للأيتام والأرامل وفقراء وادي الرافدين ,لا احد يسمع أنينها وحاجتها, في كل مدينة ومحافظة وقضاء وكل مكان من بلادنا ,ترى الأحياء العشوائية تعج بقصص الانهيار وضياع الكرامة والحرمان من ابسط حقوق المواطنة(بيوت الحواسم),
مع علمنا إن هناك عدة قنوات جاهزة للتعتيم والتذويب والتخدير(قنوات تستخدم الدين كذريعة لتحطيم كرامة الإنسان البائس-إنها حقا التركة ثقيلة ولكنها تركة الديمقراطيين هذه المرة التي لم تستطع بعد أن تبني منطقة خضراء جديدة تشبه منطقة قائد الضرورة المقبور)
عذرا أيها الأمين على أمانة بغداد ,لم تكن إجاباتك مرضية(سواء قال الإعلام إن وراء استجواب السيد شيروان غايات أخرى أو لم تكن),
فقط أقول كيف لكم أن تقبلوا بأن يشترك مقاول ثانوي مع شركة المقاولين العرب المصرية لتنفيذ مشاريع عملاقة في بغداد,
إذن مافائدة التعاقد مع الشركات الأجنبية في تنفيذ تلك المشاريع,إن لعبة المقاول الثانوي هي التي دمرت عملية إعادة الأعمار في العراق ,ولك أن تعرف إن الأرباح في مثل هذه الحالة ستتقسم على أكثر من مستفيد,وبالتالي هذا بالتأكيد سينعكس على كفاءة التنفيذ ونوعية المواد المستخدمة فيها,ولهذا لم تكن نسب الانجاز وفقا للنائب المستجوب الوائلي بسيطة (2%) .
أتمنى أن لا يكون في الأمر فسادا ماليا وإداريا(فقد تعب الشعب من هذه القصص الموجعة),وإنما مجرد أخطاء إدارية-تعاقدية غير مقصودة,
حمى الله العراق وبغداد ونرجوه أن يخلصنا وينقذنا وأهلنا وشعبنا من شر المفسدين إنه سميع مجيب.