23 ديسمبر، 2024 6:34 م

أمينة بغداد.. أنا عايز أضيف!

أمينة بغداد.. أنا عايز أضيف!

الأمينة والنهر, الأمينة النائمة, وبغداد من غركة عبعوب الى غركة علوش, وفايضين ما نمر مرة بدربكم, وأنتظروا الغركة عل الدور ثالث, تلك هي أبرز العبارات التي تداولها الشارع العراقي, من باب الطرفة والتندر على غرق العاصمة بغداد, للمرة الثانية على التوالي, مع أول زخة مطر.

عبعوب زرق ورق أول من سن سنة أغراق العاصمة, وهناك أخبار تؤكد أن أمر أغراق العاصمة, متعمد من باب التسقيط السياسي, لأن محافظ بغداد من كتلة الأحرار والأمناء في كل مرة من دولة القانون, وفي كل مرة تغرق العاصمة , فهل الأمر محض صدفة؟ والأهم من ذلك, لماذا لم تغرق العاصمة قبل أن يتولى التميمي منصب المحافظ؟

النازحون هم الطرف الأكثر تضررا في تلك الكارثة, بعد أن أجبروا على النزوح مرة أخرى من مخيماتهم, وأمضوا ليال طوال تحت زخ المطر, وتوفي عدد من الأطفال وكبار السن في مخيمات النزوح البائسة.

الملفت في غرق العاصمة هذه المرة عدد الوفيات المتزايدة, نتيجة الصعق بالكهرباء في أحياء مدينة الصدر والكرادة.

الأهم من هذا كله تصريحات أمينة بغداد, التي أثارت دهشة المواطن العراقي, فبعد أن أكدت معظم الفضائيات أن علوش رفضت الإجابة على المكالمات, يبدو أنها قررت أن تخرج من صمتها الطويل, لتعلن .. أن أسباب غرق العاصمة تراكمات السنوات السابقة, وعدم صيانة شبكات الصرف للعاصمة!

تصريحات الأمينة تلك تذكرنا بمشهد من مسرحية عادل أمام, شاهد مشافش حاجة عندما أطلق جملته الشهيرة, “أنا عايز أضيف”, ولم تك أضافته تلك سوى تكرار للعبارات كالببغاء, فالأمينة لم تقدم شيئا جديدا, بل أن المواطن أصبح أكثر معرفة منها ومن كل أمين, سابق أو لاحق بتشخيص الخلل, بل وحفظ الناس عن ظهر قلب خارطة المجاري في العاصمة, التي يتجدد في كل عام موعدها مع الغرق.

الحفاظ على منصب الأمين وعدم التنازل عنه لكتلة أخرى, يبقى الحدث الأبرز والأهم لدى ائتلاف دولة القانون, الذي رشح علوش, لتكون خير خلف لسلف سابق, أخذ على عاتقه أغراق العاصمة, لتكمل من خلفه مسيرة الغرق, ولتضيف عليها صبغة أخرى بالتزامن مع الامطار, هي الصعق الكهربائي, للمواطن الذي يستقبل شهيدا من الجبهة ويبقى متحيرا, أين سيقيم عزاء ولده؟ ومياه الأمطار تغمر منزله, ليبقى المواطن يردد شعاراً “بغداد عاصمة الغرق.. وشنهي دبي زرق ورق”!